غزة وحدها
المئات من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال سقطوا في غزة هذه المرة، لم يستطع العرب التفاعل معهم ولو بالحد الأدنى، لا مظاهرات ولا تصريحات رسمية، فهم غارقون في حرب بينهم وضعوا فيها بأيديهم وبجهود من أعدائهم من أجل إعاقة نهضة الشعوب العربية وتحررها.
نجحت الجهود المضادة المدعومة من الكيانات الدولية والدوائر الصهيونية بعرقلة مسيرة الشعوب العربية؛ لأنها تعلم أن الشعوب عندما تتحرر من الاستبداد وتتخلص من إشكالية الحكم وترسيخ حكم رشيد فإنها ستبدع وستكسب قوة كبيرة، توحد العالم العربي والإسلامي، وهو ما يجعل إسرائيل تتلاشى دون حرب, نعم دون حرب، فهي اليوم مذعورة خائفة لا تعرف ما تفعل أمام صمود المقاومة، رغم أن ميزان القوة لصالحها، ومع هذا فالمبادرة بيد المقاومة التي تسكن مدينة صغيرة في محيط معادي.
انقلب الأمر وأصبحت المقاومة في محيط معادي، وخرج لنا مسؤول إسرائيلي كبير يطمئن الشعب الإسرائيلي بقوله: إنهم ليسوا وحدهم في محاربة «حماس» فالدول العربية معهم، وأعطاهم بعض أسماء الزعماء الذين قال إنهم يتمنون ويعملون على إنهاء المقاومة!! ومع هذا كله فالمقاومة لن تسقط؛ لأن الحق قوي، والباطل زاهق مهما كان منتفشاً.
لقد طورت المقاومة من قدراتها العسكرية وأصبحت تهدد إسرائيل وتصل إلى العمق الإسرائيلي، وبحسب خبراء فهناك تطور في كل المجالات وبجهود ذاتية محاصرة من الشقيق قبل العدو؛ لأن صاحب الحق مبدع، وصاحب الباطل منكوس خاصة الخونة الذين يرتكسون كل يوم.
تخوض غزة اليوم الحرب مع إسرائيل وحدها بعد أن نجحت الأخيرة وحلفاؤها في تحجيم ثورة الشعب العربي وفي نفخ الورقة الطائفية والحقد الذي يحرق اليوم العراق وسوريا ويتمدد إلى بقية البلدان العربية.
كل ما في الأمر أن المؤامرات كلها ستنهزم وأن الأوراق الخطرة التي تهدد المنطقة العربية ومنها الحروب الطائفية والأنظمة الاستبدادية الرخوة كلها ستتلاشى أمام صمود ووعي الشعوب التي تصنع اليوم تاريخها بوعيها وصمودها المتجدد الذي لا يهزم أمام العواصف، طالما احتفظت المقاومة والشعوب الحرة بروحها المعنوية وعدالة القضايا وحرية الشعوب فإنها منتصرة.
الهزيمة أو النصر يأتي من الداخل، والروح التي تمتص كل الأعاصير كفيلة بأن تحتفظ بقوة الإنبات؛ إنبات القوة القادرة على الفعل والصمود والتحرير وتجاوز كل الأعاصير وتوظيفها لصالح صلابة وفائدة الأمة والانتصار الحضاري في هذا الصراع الذي يتكالب فيه كل أوباش الدنيا.
غزة تحارب وحدها لكنها مع هذا كله ستبقى أقوى.
[email protected]
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها