محمد غالب.. المناضل المثقف و السياسي الإنسان
مبتدأ:
رخاص مثل البردقان/ يتناطلوا مثل الحدج .
من مد ايده صار جبان/ذليل من جيز (الدهج)
يعيش في ذله مهان/وموقعه تحت الدرج
ذي كان مخفي بايبان/وكلما سار امترج
والحر ماسك بالرهان/وموقفه مابه عوج
نظيف كفه والبنان/عن مبدأه ماشي خرج
كلمات المناضل/محمد غالب احمد
(1)
ظهر المناضل محمد غالب أحمد مؤخرا و هو يسرد شيئا من ذكرياته على قناة سبأ الفضائية التي أحسنت صنعا باختياره، و بدا كعادته تلقائيا و هو يتحدث عن ذاته و أسرته، عن طفولته و انخراطه المبكر في الحركة الوطنية ضمن ثوار أكتوبر و مناضلي حرب التحرير في جنوب اليمن.
و يرى كثيرون أنه لا يلوح الصدق من ثنايا سياسي كما هو حين يتحدث محمد غالب، المناضل المثقف و السياسي الحزبي و الدبلوماسي المحنك، السفير والوزير السابق، و المسئول راهنا على دائرة علاقات حزبه الإشتراكي الخارجية، اسم يتردد كثيرا في الإعلام و بين الساسة على حد سواء، يعرفه الإنسان العادي بتواضعه و بساطته و تعرفه النخب بثباته على موقفه.
(2)
يجمع محمد غالب بين الثقافة و السياسة و بين الحنكة و الشجاعة، و يجيد التعبير عما في نفسه و قلبه دون تردد شعرا و نثرا، كما و يحسن اختيار طريقته المألوفة في السرد الآسر، و على قسوة ما واجه في حياته من مصاعب و متاعب يبدو مسكونا بالوجع على الوطن و مواطنيه كما لو كان معنيا بكل اليمنيين، و هكذا هم المناضلون الحقيقيون.
عرفناه سياسيا يتصدر أول انتخابات نيابية على مستوى اليمن الموحد بأعلى الأصوات، و بعد الفوز استمر في موقعه منافحا عن قضايا الناس العاديين حتى عصفت بالبلاد أزمة و حرب صيف 1994م، لكنه بدا شامخا و هو ينافح كبرياء القوة المتغطرسة ليس من المنافي أو الكهوف، بل من داخل صنعاء، و هذا ما شهد به خصومه قبل مناصريه.
و ظل شامخا بمواقفه شموخ حزبه في فترة أريد لها أن تكون بالنسبة لهم "سنوات الضياع"، لكنه بقي ثابتا مع رفاقه المخلصين، و كان – و لا يزال- نعم من يعبر عن مواقفهم بتصريحات و بيانات لا تحتمل الغموض و المواربة.
أفقدته السياسة أشياء كثيرة لكنه حين سئل عن تلك الخسائر اكتفى بـالقول إنه فقد ابنه "عمار"، الذي سماه "معمر" عرفانا للراحل معمر القذافي و جهوده في جمع شتات اليمنيين إبان حرب الشطرين، و لكن معمر الصغير آثر مناداته بعمار.
(3)
أحب النضال فانخرط في أتونه منذ وقت مبكر، و ترقى في المواقع حتى غدا سفيرا وزيرا للشباب و الرياضة، و عشق اليمن فأطلق على أبنائه أسماء "صنعاء و ذي يزن و لبوزة"، و لم يكن في حبه لوطنه يجاري أولئك المنسلخين عن ذواتهم كلما تغيرت طقوس ولائهم و مواقعهم تارة في أقصى اليمين و تارة في أطراف اليسار، لم ينفعل و هو يرى ما تلحقه صنعاء به و برفاقه، و ظل يقولها صادقا بدون ندم أو تذمر: أنا أسميت بنتي صنعاء..، و هي حقيقة يستعصي فهمها على من اعتادوا أن يغيروا أسماءهم و أشكالهم و ألقابهم كما يغيرون موديلات سياراتهم و أرقام هواتفهم.
(4)
لحديثه عن صديقه و رفيق دربه الشهيد/ جار الله عمر وقع خاص، سيما على من يعرفون جارالله، للمكانة التي يحتلها الشهيد لدى محمد غالب، و لطول الرفقة التي جمعتهما و طبيعة المرحلة التي جعلت كلا منهما عونا للآخر في مواجهة أعباء و مهام قدر لهم حملها سنوات طويلة.
يتحدث عن جارالله و هو يبدو أقرب لجار الله فكرا و موقفا و سوكا، بخلاف بعض من أصموا آذاننا بالحديث عن جار الله، و علاقاتهم به ثم انكشفت معادنهم الحقيقية و ظهروا متشددين لطوائفهم و منغلقين على سلالتهم لتتضح صفاتهم و يظهروا شديدي الشبه بجار الله السعواني قاتل جار الله عمر شهيد التسامح السياسي في وجه التطرف و نصير الديمقراطية و حقوق الإنسان في مواجهة القتلة، و لا تزال هذه هي رسالة محمد غالب و بقية رفاقه القابضين على جمر مبادئهم غير متأثرين بموجات التحول و لا مكترثين بالعواصف من حولهم و هي تقذف بأدعياء النضال يمنة و يسرة كالأوراق اليابسة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها