جوائز رمضان الثمينة
يا لحظ الصائمين المتسابقين للفوز بجوائز شهر رمضان المبارك على مدى ثلاثين يوما في مسابقة إيمانية موسمية ينتظرها جمهورها بفارغ الصبر وكلهم شوق ولهفة للظفر بما أمكن من كنوزها ودررها وما أكثرها.
طوبى لمن وفقه الله لصيام رمضان وقيامه واستثمار فرصه لتطهير نفسه مما علق فيها من ذنوب وآثام وأثقلت كاهله جور المعاصي وتاقت نفسه للتخلص منها وطي صفحتها والتقرب إلى الله رغبا وطمعا في مغفرته وعفوه والعتق من ناره ودخول جنته.
رمضان فرصة للتغيير نحو الأفضل,للتصالح مع النفس والناس والخالق,محطة للتزود بما تحتاجه النفس من التهذيب والتأديب والتدريب والتأهيل,مدرسة لتعلم دروس الصبر والتضحية والبذل والعطاء والإحسان وتذكر الفقراء والمحتاجين.
يا من سعى وراء الجوائز وتمنى أن يحالفه الحظ للفوز بإحداها,ها قد أقبل عليك شهر الخير ولمدة شهر ومنحك تسهيلات تعينك للفوز فلا تضيعها وتهدر فرصاً قد تندم عليها بعد فوات الأوان.
ليكن هدفك الأسمى والأعلى أن تخرج من رمضان وأنت في قائمة المشمولين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار,أما إن سألت عن كيفية دخول تلك القائمة فإن الطريق أمامك وما عليك إلا الإقبال على الله طاعة وعبادة وقراءة قرآن وفعل الخير ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
تذّكر أنك في مسابقة مدتها شهر ولا مجال فيها للكسل والنوم والتواكل إن أردت الفوز ونيل الدرجات العلى عند الله بالاقتراب منه بصدق والانكسار ببابه وتمريغ جبينك في السجود وهنا تجد خالقك أقرب إليك فلا تضيع فرصة الاتصال به وعرض حوائجك عليه ليقضيها لك ويحقق لك ما تريد.
أبواب الخير كثيرة والفائز من دخلها جميعا وكسر أقفالها وأطل على غيره من الفقراء والمحتاجين والمرضى فأغدق عليهم بما جاد الله عليه وفرج كربهم وقضى حوائجهم وأغناهم عن ذُّل السؤال.
إذا سمعت عبارة:يا باغي الخير أقبل فلا تتأخر عن تلبية النداء,وإذا رأيت الخير يدعوك لتقوم بالواجب فلا تتكاسل وتنتظر غيرك,انظر في من حولك وتعامل معهم كأنك المسؤول عنهم لكي تدرك معنى الالتزام تجاه الآخرين.
إن رمضان يذكرنا بقيمة المساواة بين الناس وهذا ما يجعلنا نستحضر معانيها وتحقيقها على أرض الواقع وأن لا نكتفي بالتوحد في الشعور بالجوع والوقت عند الإفطار.
نحن بحاجة إلى إرساء ثقافة التسامح فيما بيننا وتوسيع مساحتها واستثمار هذه المناسبة الجليلة لنشرها وتعميمها على فقراء البغض والكره لكسبهم واجتذابهم إلى صف المتسامحين كي ينعم المجتمع بحياة جميلة بالسلام والوئام والتعاون والرحمة.
هذه فرصة لنقتلع شجرة الحقد والتباغض,وغرس بدلا عنها شجرة التسامح والصفح عن الماضي والتقارب انطلاقا من تعايشنا وحاجتنا للحب والأمان والسكينة والحياة المستقرة.
رمضان شهر التغيير ابتداء بالفرد وانتهاء بالمجتمع,إن كنت عضوا صالحا هذا يعني أننا بصدد تكوين مجتمع صالح تسوده المحبة والوئام لا الخصام والتنافر.
ليكن رمضان محطة اختبار لما ستكون عليه في غيره,لذلك إن نجحت فيه وحققت المراد فلا شك أنك ستحقق النجاح في الشهور الأخرى التي يعتبرها الناس مقياسا لما كنت عليه في الشهر الفضيل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها