إغتيال باص الحياه !
كان الحادث الأليم و الهجوم الغاشم على باص يقل موظفين في مستشفى باصهيب العسكري بينهم أطباء وممرضون صباح الأحد الماضي، جريمة متكاملة الأركان ضد كل معاني الانسانية و التعاليم السماوية والوضعية،
موظفون و أطباء و ممرضون يدعمون الانسان في حقه في الحياة من خلال عملهم الانساني ويحملون مشروع حياة و إحياء، يواجهون الموت وجهاً لوجه على يد من يحملون مشاريع الموت و الإماتة، مشهد مؤلم ذلك الذي شاهده الجميع و تألم من أجله كل أبناء اليمن،
لقد باتت مشاريع الموت و الإماتة خطر يهدد كل اليمن، و إلا ماذنب من كان على متن باص الحياة لكي يلقى تلك النهاية البشعة، أثناء ذهابهم في ممارسة واجبهم في الحياة، إننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى لإحياء التعاليم الوسطية و نبذ التطرف والفرقة، والعمل على إعلاء قيم التسامح و العلم الواعي دون إفراط أو تفريط،
ويقع أمام المجتمع دور محوري في عدم إيجاد بيئة حاضنة لتلك الأفكار التي تعمل على تيئيس الشباب من الحياة و تقديم الموت بصفته الحل الوحيد لإرضاء الخالق، و المعلم الأول جاء في حديثه (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لايخالط الناس ولايصبر على أذاهم)، فالعبرة إذن و محور نجاح الانسان في حياته مرتبط بالمخالطة لا الانعزال، و الصبر لا الاستعجال،
كم ذهب أناس أبرياء ضحية فكرة مغلوطة لم تحاصر حين ظهرت، و كم تراكمات سلبية كان بالإمكان نزع فتيلها قبل أن تصبح ظاهرة معقدة، ذلك هو الاستهتار بأي فكرة متطرفة مهما لبست لبوس الدين أو السياسة أو الاقتصاد أو غيرها،
فلنعلم كل محيطنا أن أساس الخطيئة الاولى للخليقة كانت بسبب الكبر و الحسد، وهما إلى اليوم اصل كل خطيئة، و أننا مطلوب منا اليوم أكثر من أي وقت مضى إدارة خلافاتنا بعيداً عن تخوين أو تكفير أو إساءة، ذلك مافهمناه من سيرة الرسول الأعظم، التي لم تكن كلها غزوات، لكنها مشروع حياة لمن أراد فصل الخطاب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها