حارة الرئيس المنسية !!
على بعد أمتار من منزل الرئيس هادي بشارع الستين شريان العاصمة صنعاء ، يظهر الوجه الشاحب للبلاد ، ويتضح حجم المعاناة التي يعانيها شعب جُبل على الألم ، لكنه يعيش الأمل مع كل يوم جديد .
يتوسط منزل الرئيس الذي كان الى وقت قريب منزلاً مغموراً كمنازل الحي، لكنه مع صعود النائب الى رئيس تمدد على مساحة واسعة من الشارع الأكبر في العاصمة في حين يطوقه الحرس الرئاسي من كل الجهات.
الإجراءات الأمنية مشددة حول المنزل الذي تحول الى قصر رئاسي لإدارة البلاد أيضاً، على الرغم من تخصيص مساحة واسعة في جنوب صنعاء "دار الرئاسة" والتي تضم مباني حكومية مارس سلفه مهامه فيها طوال فترة من حكمه الطويل، يقع خلفها معسكر الحماية الرئاسية.
غالباً ما يلجأ حراسة الرئيس في الستين للتفتيش الدقيق للسيارات لاعتبارات أمنية الامر الذي يتسبب في ازدحام شديد ، ويتم منع باصات وسيارات الأجرة من الوقوف أمام المنزل ، فيما تحول المركبات الكبيرة إجبارياً باتجاه حي السنينة أشد الأحياء المهمشة بصنعاء.
خلف المنزل بأمتار يظهر شارعين تتناثر القمامة فيهما من كل الجوانب أحدهما تم اغلاقه منذ شهور الأمر الذي زاد من عدد الحوادث المرورية ، يقول الأهالي انهم يقومون بحفريات مجاري وسط الشارع بطريقة بدائية لعدم ربطها بشبكة مجاري العاصمة.
يمر الشارع وسط مساحة مكتظة بالسكان كما هي حال العاصمة ، لكن الوضع يزداد سوءاً ، لم تصل شبكات الصرف الصحي الى هذه المنطقة ، ويعتمد سكان حارة الرئيس على شراء المياه عبر "الوايتات" كمصدر وحيد للحصول عليه، مع أزمة البنزين ارتفع سعره الى الضعف.
يتم نسيان الحي لأيام غالباً من قبل منظمي الكهرباء ، يقول صاحب بقالة في الحي "الأسبوع المنصرم تم إطفاء الكهرباء ليومين متتالين" ، يضيف "على المستوى الأمني لا نجد الأمن إلا حينما يقبضون على دراجة نارية "قبل يومين تم إتلاف دراجة على متنها كرتون خبز يعمل مالكها موزعا لدى أحد المعامل فيما ينهار أمام الجنود لأنه لا يملك غيرها كمصدر دخل لأسرته".
يوجد "قسم شرطة" متهالك تعرض لهجوم مسلحين قبليين بعد قتل جنود أحد أقاربهم ، تبدو سيارة الشرطة شبه محطمة وعليها آثار الرصاص ، فيما المبنى يتكون من طابق ، مكان حجز المتهمين فيه ليس فيه أدنى مقومات الإنسانية.
في رأس الحارة توجد أراض بني عليها سور ، يملكها محافظ صعدة حالياً ، تسمى "عقبة مناع" ، حتى أن أحدهم عرف السنينة بقوله "هي مساحة مكتظة بالسكان فقيرة بالخدمات يحدها من الجنوب منزل الرئيس ومن الشمال عقبة مناع".
يقول الأهالي انهم بدؤوا تحركات لأمانة العاصمة بغرض توفير أبسط المشاريع في حارة أطلقوا عليها منكوبة ، لكن أمين العاصمة أمامه اختبار صعب في الإستجابة لمطالب الحي الكبير الذي يقطنه الآلاف من البشر مع الإهمال منذ فترة طويلة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها