الماء في الجاهلية !!

ـ عمت صباحاً يا أبا عكرمة ! إلى أين تمض يا أخا العرب؟
- سأذهب لجلب وايت ماء من يثرب.
- ويحك يا رجل! أصبأت عن مشروع ماء آبائنا وأجدادنا؟
ـ تبا لك يا أبا جهل! ألم تعلم أن مشروع الماء أصبح سراباً في مضاربنا
نحسبه ماءً فنجده هواء .
ـ ثكلتك امك إذا كان هذا حال صنعاء فكيف بالمدن الآخرى؟
في ساحة قريش يخرج أبو الحكم على الملأ ويهتف بعلو صوته:
ـ يا قوم! لقد بلغت بنا الأزمة مبلغها ورب الكعبة! بين كل هنيهة وهنيهة نشتري وايت ماء بخمسة آلاف درهم ، وكل أربعة أيام وايت ، تالله لنبيعن بيوتنا ومانملك دون أن نفي بحق الوايتات.
ـ إنه العطش ، إذن! سمعت أبا سفيان يقول إن مديونية المياه بلغت خمسة مليارات
ـ فلنرحل بحثا عن المياه ولنترك صنعاء للحكومة والوايتات
ـ وأين سنذهب ولمن سنترك أعمالنا وبيوتنا
ـ إنها لطامة كبرى فماذا نحن فاعلون ؟
ـ قيمة الوايت الماء لايتعدى الألف ريال فبأي حق يصبح بخمسة آلاف وستة ؟!
ـ سمعت دعثور بن دبور يقول إذا غاب الديزل ارتفع الماء
ـ إذا لم تكن الحكومة قادرة على توفير الديزل الذي يمد مضاربنا بالماء وهو الضرورة القصوى للحياة فماذا ننتظر ؟
ـ لقد اغلقنا حماماتنا أعزكم الله ولو كنا في غير صنعاء لطلبنا من أولادنا أن يذهبوا إلى الخلاء ولكننا في عاصمة مزدحمة مثل علبة الكبريت !!
ـ هنا في صنعاء لن تجد حتى قبضة تراب تتيمم بها
ـ يقولون إن حوض صنعاء جف
ـ ولماذا جف في هذا الوقت بالتحديد ؟
ـ تالله إنها أزمة الديزل
ـ وهل يعقل أن تتباطأ الحكومة عن تزويد مشروع المياه بالديزل اللازم لإنقاد الناس
ـ ألم تعلم يا اخا العرب إنهم يقطعون الديزل عمدا للتمهيد للجرعة
ـ فليجعلوها جرعتين جرعة غلاء وجرعة ارواء تبا لمن لايشعر بمعاناة الناس.
ـ حسبنا الله ونعم الوكيل قل هو رب يطعمني ويسقين ويرزقني ويشفين
اللهم اغثنا يا مغيث.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين؟