التحريض على طريقة «اقتلوا البطل»
عندما نتحدّث عن ضرورة دعم الجيش في مهماته الدستورية؛ فإننا نعني هنا دعم الدولة التي هي اليمن وشعبه الدولة الغائبة، وغيابها هو الذي يقف وراء هذه الحالة المزرية التي نتخبّط فيها.
كان الجيش زمان يُقاد بطريقة غامضة ولا دستورية؛ أعني يعمل بمزاج الحاكم الذي يتوجّس من الشعب ومن قوة الشعب، لذا فكل هذه الأورام هي بسبب سياسة الإضعاف للجيش والشعب، وإدارة البلاد بالأزمات على طريقة «ملاعبة الثعابين» مع أنهم نسوا أن «خاتمة المحنش للحنش»..!!.
دعم الجيش يأتي بإتمام المسار السياسي وحملات إعلامية هادفة تستثمر الحلول الأمنية؛ لأن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي وإن كانت تعمل عمل الضابط للأمور لكي تهيّئ الميدان للحلول السياسية والثقافية، فمشكلة الإرهاب والجماعات المسلّحة والعنف والعصابات المنظمة كلها ظواهر لفشل المجتمعات في بناء دولة وإقامة نظام عدالة اجتماعية ونظام عدل قضائي مستقل ونظام تعليمي مبدع ومنتج؛ يعني جوهر المشاكل سياسة، وعندما تغيب السياسة تغيب الحلول وتغيب الإبداعات، وهناك من يعمل بكل ما لديه لإفشال المسارات السياسية، وهم هنا لا يقلّون خطراً عن جماعات العنف والإرهاب المتعدّد.
ومهمّة الإعلام الوطني هي توعية وتحشيد الشعب لمناصرة القانون والدولة والجيش في مهمته الوطنية لترسيخ القانون وبسط نفوذ الدولة وإنجاح المسارات السياسية على حساب مسارات العنف والغلبة وليس التحريض العام ضد قوى الوطن وجيشه، استراتيجية إعلامية وطنية صرفة بعيدة عن المكايدة واستغلال الدماء والمآسي لصالح أجندة خاصة، استراتيجية تقوم على حماية الدولة والجيش والوحدة الوطنية وتخفيف الاحتقانات العامة، وأي توجه إعلامي خارج هذا المسار يعد مساراً معادياً ومتحالفاً مع الشر ومكملاً لعملية الهجوم على الدولة والوطن والجيش بعلم أو دون علم، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لا فرق، فالنتيجة واحدة.
نشر معلومات تفصيلية عن القادة العسكريين والذين يخوضون المعارك وتحرّكاتهم ورتبهم ومواقعهم وأسمائهم في معركة داخلية متداخلة الغموض والمخاطر لا تفسّر أبداً ببراءة خاصة، ووسائل الإعلام التي تنشر هذه المعلومات هي أساساً جهات تتحرّك بخلفية أمنية عملت في الأمن سابقاً ومازالت تتحرّك إعلامياً على هذا الأساس، وتدرك خطورة هذا العمل وهي تقوم بالتحريض ضد ضبّاط الجيش والقوى الوطنية تحت لافتة "دعم الجيش البطل" على طريقة "اقتلوا البطل اسحقوا المغاوير".
نحن نضع تساؤلات المواطن العادي الذي يتابع وسائل إعلام تجتهد في التحريض على طريقة «أوقفوا الأبطال، وهذه عناوينهم ومواقعهم» ولا تدع أي منجز وطني يمر دون العبث به.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها