شــرود !!
في مساء خريفي كانت الرياح تعصف فيه بكل أكياس البلاستيك ونفايات القمامة بين الشوارع حيث الأتربة تتصاعد من الأرض وتتشكل كزوابع صغيرة تحمل ماتستطع حملة من النفايات الملقية هنا وهناك بينما كان هو شاردا" بذهنة وعيناه جاحظتان نحو البعيد من فوق سور صغير وإذ بكيس بلاستيكي تتقاذفة الريح وقد تخمر في مياة البرك والوحل يلتصق في وجهة ليخرجة من شرودة سحب الكيس من على وجهة وتركة في الهواء لمواصلة طيرانة للبحث عن شيء آخر يلتصق بة ،
التصق الكثير من الوحل في وجهه مسح بأكمامة ما استطاع مسحه وظل في مكانة يشرد في خياله لتأتي زوبعة أخرى فتخرجه من شروده وتفاكيره التي تحلق بة نحو البعيد ليظل بشرودة يصارع كل الزوابع التي تعصف حوله ، ومع إدلهام الليل تشتد حدة الرياح وكأن جميع الزوابع التي مرت به تتجمع حوله للإنقضاض علية مرة واحدة ،
مازال قاعدا" على سور صغير لايتجاوز إرتفاعه المتر ، عصفت الرياح حولة بقوة وقد حملت معها كل الأكياس الملقية في الشارع فتلقيها جميعها بضربات متتالية على وجهه ليقع مرميا" على رأسة الذي ارتطم بصخرة صغيرة خلف السور ،حلقت حول رأسه عصافير ونجوم لكنها سرعان ما غادرته بعيدا" مع الرياح التي مرت به لتتركه ملقيا" في شروده بعيناه الجاحظتان نحو السماء في شرود أبدي لم تستطع كل الزوابع بما فيها تلك التي تعصف بالوطن إخراجه منه .
9/5/2014
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها