زهراء صالح في خطر
أولا: انفجار قنبلة أسفر عنه إصابة القيادية في الحراك الجنوبي زهراء صالح و شاب آخر لإصابة خطرة جراء الانفجار،
ثانيا: نقل المصابان للعلاج، بالنسبة للشاب فلم يتابع أحد أخباره، أما زهراء صالح فقد تصدرت الإعلام و توالت التنديدات بإصابتها و التضامن و التأييد لها، وصولا لرئيس الجمهورية الذي أعلن مقربون منه تحمل الدولة نفقات العلاج في الداخل و الخارج، بينما انشغلت مواقع الحراك بتكذيب خبر المعونة الرئاسية،
و أخيرا: غادرت زهراء اليمن إلى الهند لإجراء عملية لرجليها بعد ما حصل أقاربها على عشرة ألف دولار من الرئيس و مبلغ قريب منه جمعته الأسرة من تبرعات و مساعدات من أشخاص عاديين، و في اليومين الماضيين ساءت حالتها و ربما تسوء أكثر نتيجة لعدم قدرة الأسرة على دفع تكاليف المستشفى التي تصل عشرين ألف دولار، رغم أنها أنفقت عشرين ألف في الأسبوع الماضي.
حاليا و هو الأهم: والد زهراء المحامي صالح عبد الله بح صوته و هو يبحث عن طوق نجاة لابنته التي ترقد في أحد مستشفيات بومباي مجردة من الدعم و المساعدة التي تستحقها بصفتها مواطنة يمنية أولا و مرأة كانت تمارس النضال السلمي و النشاط المدني ثانيا، و مستحقة للمساعدة ثالثا و رابعا و عاشرا.
المحامي الذي كان يتولى أعمال الدفاع و المرافعة عن واحد من أهم معالم مدينة عدن لم يتوقع أن يضعه القدر في اختبار صعب أمام استجداء مساعدة الساسة الذين خذلوه مرات عديدة و ها هم يكررون مهزلة الخذلان مع بنته التي قال عنها نشطاء الحراك يوما إنها "زهرة الجنوب"، و هل يدرون أن زهرتهم الآن تذبل و هي مسجاة على سرير في أقصى الأرض معزولة من أي عون.
في أكثر من اتصال هاتفي مع والدها يتبين لي كم يشعر صاحب الشعر الأبيض بفداحة الخذلان الذي يأتيه من بين يديه و من خلفه، مساء اليوم قال لي أن أطباء المستشفى أبلغوه أنهم متنازلون عن مستحقاتهم مقابل أن يسارع لسداد مستحقات العلاج و المستشفى، لكن من أين له القدرة على السداد؟
بكل أسى و أسف ها هي إصابة زهراء تكشف الجميع متلبسين بالعجز و الخذلان، بدءا بزملائها في الهدف و النضال و المصير المشترك، و ليس انتهاء بالحكومة و جهاتها المختصة و الرئيس و الزعماء الذين أدانوا الحادثة أكثر من مرة.
للمواطنة المصابة زهراء صالح حق المساعدة على الجميع، سواء من اتفقوا معها أو اختلفوا، فالمواطنة أصل و البقية تفاصيل، و قبلها الإنسانية بوصفها مبدأ لا يجب الاختلاف في من يستحق أن نعامله بإنسانيته و من نعتقد بوجوب حرمانه منها.
المواطنة المصابة زهراء صالح هي ضمن جرحى الحراك الجنوبي و إذا لم يكن بمقدور قيادات بارزة في الحراك مساعدتها لسبب أو لآخر فهذا لا يبرر للقادرين تقاعسهم عن التعاون معها،
(بالمناسبة يدور همس في هذا السياق حول جرحى المواجهات و الاشتباكات المسلحة: كيف تتوفر لهم وسائل النقل و العلاج و بسرعة البرق، و هذه أمور لا يفهمها إلا الراسخون في الدعم!)،
لصندوق الشهداء و الجرحى:
أختنا الثائرة العزيزة/ سارة حسن: إن كان بمقدور صندوقكم الموقر مساعدة جريحة الحراك/ زهراء صالح فلا تبخلوا عليها، نحن نثق في تقديرك للأمور، كيف لا و أنت ابنة ساحات الثورة و أقرب الثوار إلى معاناة أسر الشهداء و الجرحى في جنوب الوطن أو شماله.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها