الحياد الإعلامي في الصحافة اليمنية !
«4»
من العسير مقارنة ثلاث صحف يومية مع أخرى أسبوعية، لذا تم اختيار موقع الصحوة نت بديلاً لصحيفة الصحوة الورقية الأسبوعية، كونهما يعبران عن سياسة حزبية واحدة، والمسئول عنهما طاقم إعلامي واحد.
والأربع الصحف التي اختيرت للتطبيق هنا محسوبة على أربع جهات ذات توجهات مختلفة؛ فـ«الجمهورية» صحيفة يومية حكومية تعبر عن وجهة نظر الحكومة اليمنية، و«الصحوة نت» ناطقة باسم التجمع اليمني للإصلاح، وهو حزب إسلامي الوجهة، و«الأولى» صحيفة يومية أهلية قريبة من جماعة الحوثيين، و«مأرب برس» يومية أهلية مستقلة، وتم اختيار عدد من القضايا التي برزت على الساحة الإعلامية بقوة كبيرة طيلة الأشهر الماضية، وهي: حرب جبهة «حاشد»، وحرب دماج، ومواجهات الجوف، و مواجهات أرحب، وقصف مخيم العزاء بالضالع، وخلافات تعز بين المحافظ والقوى السياسية، وهي قضية برزت بقوة في وسائل الإعلام، وأخذت أبعاداً كبيرة، وتعدد الأقاليم اليمنية.
ومن خلال تحليل المضمون لهذه الصحف سنتبين مستويات الحياد الإعلامي في الصحافة اليمنية.
أولاً: مستوى الحياد حول الحرب في دماج بصعدة:
يبرز عدم الحياد الإعلامي في تناول الصحف اليمنية لقضية “حرب دماج”، التي بدأت في مطلع أكتوبر 2013 وتوقفت في 7 يناير 2014، ودارت بين جماعة الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بصعدة، وقد ظلت صحيفة “الأولى” تستثير قراءها، وتدفعهم للتعاطف مع “الحوثيين” تحت عناوين مختلفة؛ منها: “استقطاب شباب من أبين والضالع وشبوة وعدن وأغلبهم صغار السن بشعارات كتبت على الشوارع تدعو لنصرة دماج ونشرات ورقية تحذر من خطر الروافض على الإسلام” وعنوان آخر “السلفيون يرفضون استلام قافلة غذائية مقدمة من السلطة المحلية في صعدة واستمرار المواجهات في منطقة دماج وكتاف” وحتى بعد خروج السلفيين من صعدة، ظلت عناوين “الأولى” تلاحقهم: “الحراك التهامي يعترض على قرار نقل سلفيي دماج إلى الحديدة”.
ولم تكن “الصحوة نت” بمنأى عن التصعيد ضد الطرف الآخر “الحوثيين” فقد كتبت عن منطقة السلفيين “دماج” بعبارات مثيرة للشفقة والتعاطف، واستخدمت مفردات: “مليشيات الحوثي المسلحة والمجازر المروعة، وأهالي دماج يستغيثون فمن لنصرتهم، وحصار مطبق على المنطقة منذ أكثر من 3 أشهر، والحوثي يقطع شبكة الهاتف عن دماج، والمنطقة تعيش عزلة تامة، هذه حرب طائفية تهدد الأمن والسلم الاجتماعي في المحافظة”، كل ذلك من أجل إثارة العواطف، وتعبئة المشاعر ضد جماعة الحوثيين.
والسبب لدى الصحيفتين أن «الأولى» أرادت تقديم الحوثيين كجماعة مظلومة يتكالب عليها الجميع، و«الصحوة نت» أرادت تقديمهم كجماعة ترتكب جرائم ضد الإنسانية.
أما صحيفة «مأرب برس» اليومية فقد، تبنت موقفاً تعتقد من وجهة نظرها أنه دفاعاً عن الحقيقة، والتزام، وبدا ظاهراً من تناولاتها الخبرية أنها ضد السلوك العام لجماعة الحوثيين، وكتبت: «أحدث التهجير القسري لـ 8 ألف مواطن من دماج من قبل الحوثيين ردود واسعة على الساحة اليمنية سواء من قبل الأفراد أو المنظمات المحلية»، وبدا التحيز واضحاً في انتقاء المفردات مثل: «مليشيا، مسلحين حوثيين، حرب بربرية، حصار خانق، نوايا مبيتة، عزل دماج».
ولأن الدولة ليست طرفاً في هذا الصراع، فقد كانت أخبار «الجمهورية» تقف على الحياد من الصراع، لكنها لا تملك أخباراً خاصة، وتكتفي بالأخبار الرسمية من وكالة «سبأ» من نوع: «محافظ صعدة يؤكد حرص الدولة على إنهاء التوتر وحل الخلاف في دماج» و«اللجنتان الرئاسية والعسكرية تبحثان سُبُل تثبيت وقف اطلاق النار» و«أعضاء اللجنتين لن يغادروا المنطقة إلا بعد استتباب الأمن والاستقرار فيها».
[email protected]
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها