الإعلام .. السلطة الأوسع نفوذا !
تبرز أهمية الاعلام من دوره والمهام المناطه به ومقدار تأثيره في المجتمعات بمختلف احتياجاته المعيشية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية و..... إلى آخر المجالات الحياتية ..
وتتوازى تلك المهام وذلك التأثير على الاوطان بكافة المستويات سياسيا وفكريا ونظاما وتشريعا وهوية ..
فالأعلام اليوم بمختلف وسائطه وأدواته ووسائله ( مرئي ومسموع ومطبوع وإلكتروني : بما فيها المدونات الشخصية وشبكات التواصل الاجتماعي ) , لم يعد شريكا ثانويا في التنمية الحياتية ..
لكنه أصبح مرتكزا أساسيا ورئيسيا في قدرته إعادة رسم خارطة الاوطان جغرافيا وسياسيا , ومن نتائج تأثيره إعادة صياغة هوية الشعوب وتوجهاتها ..
إن الاعلام اليوم هو القوة الاكثر فعلا .. والسلطة الاوسع نفوذا .. والأداة الاكبر ردعا ..
وما لم يكن لهذا السلاح العظيم منطلقات أخلاقية وقيم ومبادئ تنظم دوره وتصوب مسيرته بحيث يكون لسان الحقيقة وصوت المنطق وكلمة التسامح ولغة التعايش وأداة البناء ووسيلة التصحيح ومشعل المعرفة والتنوير فانه يصبح السلاح المدمر .. والخنجر القاتل والسم السارق للحياة والحياء وبركان الشر الذي لا يقذف سوى حمم الفتنة والأحقاد والكراهية والأكاذيب والإساءات , ولن تنتج غير الموت والتدمير المادي والمعنوي قيما وأحلاما أرضا وإنسانا ..
وحال كهذا يقذف بشعوب وأوطان ذات حضارات عظيمة الى مزبلة الجهل والفقر والمرض والهمجية والضياع ..
إن فساد السياسي ليس له تأثيرا مدمرا بقدر فساد الاعلامي .. لان الاعلامي هو عين ولسان المجتمع ووسيلته في الرقابة وأداته في كشف المستور وفضح الخفايا ومواجهة الحاكم الفاسد والإعلان عن المسئول المرتشي والموظف السيئ والسياسي الانتهازي والأداء غير السليم والتوجهات المريبة والصفقات المشبوهة ..
الاعلام هو من يسلط الاضواء على واقعنا وحقيقتنا عاملا على تعزيز قيم الخير ومبادئ وأسس الدولة وسيادة القانون وضمان الحقوق والمواطنة المتساوية وحق المشاركة السياسية المنصفة ..
وهو أيضا من بإمكانه حرف الحقائق وتزوير الوقائع وبث الشائعات والأكاذيب وتجهيل المجتمع وتعبئته بما يخرب قيمه وسلامة تفكيره ويحرضه على السير باتجاه التدمير الذاتي والسماح بإفلات اللصوص والقتلة والفاسدين والمتاجرين بآمال وأحلام البسطاء من العقاب والمحاسبة ..
• عذرا .. ربما أسهبت في الحديث ...
لكن ما أود قوله والتأكيد عليه : أننا نعيش عصر الاعلام بكل ما تعنيه الكلمة .. فالصحافة التي تصنف على انها "السلطة الرابعة" هي في حقيقة الامر السلطة الاولى ومصدر بقية السلطات ..
• وأعود لاقول لكم في الختام أنني حيث تحدثت بداية عن الاعلام ودوره .. ما هو حاصل وما كان ويكون مؤمل .. فإنما مدفعوعا بمدى التقدير الكبير للصحافيين ودور مهنتهم , وإدراكي لما يمكن لهذه المهنة فعله على مختلف المستويات والمجالات .. فالصحافة هي من أسمى المهن وأنبل الرسالات الاجتماعية ..
-------------------------------------------
• رئيس المنتدى الإقليمي للإعلام /
أمين عام جائزة الصحافة والإعلام اليمني
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها