ليتوقف شعار النضال حتى آخر ضالعي
مع استمرار نزيف الدم الضالعي الذي لم يتوقف منذ سنوات ،وفي ظل اكتفاء باقي مناطق الجنوب بالتصفيق مرة والشجب والإدانة والاستنكار مرات أخرى، دون إن تعمل بقول المصطفى (ص) وتتداعى مع شكا وبكى أطفال ونساء الضالع بالحمى والسهر، فقد صرت على قناعة بضرورة ان يتحلى أبناء الضالع بقدر من الحكمة وان يعملوا على رفض إن يظلوا دائما ضحايا الشعار القائل(سنناضل حتى آخر ضالعي).
على الضالع بكل أبنائها ومناضليها ورجالها الأشاوس، إن يتنبهوا أنهم ليسوا سوى جزءا بسيطا من جغرافيا الجنوب وانهم ليسوا وحدهم المعنيون بإزالة الظلم عنه، وان ما قدموه من تضحيات عظيمة في سفر التاريخ الجنوبي يشفع لهم لأخذ قسط من الراحة، وإفساح المجال للآخرين لتصدر المشهد النضالي والمبادرة، دون إن تتراجع عن النهوض بدورها في حال هبت الجنوب كلها دون استثناء أما إن تظل وحدها وعلى الدوام في مواجهة المدفع فهذا أمر في قدر كبير من الظلم لأبناء هذه المحافظة الذين يستحقون ان ينعموا بعيش هادئ وان يناموا مثل عباد الله دون إن تقلقهم أصوات المدافع والدبابات والدشكا التي أحالتهم إلى غزة ثانية بل أسوأ.
ربما يفسر البعض ما يجري في الضالع على أنه ليس أكثر من دفاع عن النفس ،وهذا قول صحيح ،وهم فعلا قادرون على إن يدافعوا عن أنفسهم ،لكن عليهم إن يدركوا إن هناك من ينصب شرك خطير للإيقاع بهم والانتقام منهم ،ولذلك فمن الحكمة تفويت الفرصة، وإفشال المؤامرة التي تستهدف استنزاف الضالع وتدميرها باعتبارها المحطة الثانية المطلوب تدميرها من قبل قوى النفوذ والخراب بعد إن دمرت أبين.
على الضالع إن تعمل على الموائمة بين حق الدفاع عن النفس وعدم الانجرار إلى مواجهات مسلحة عنيفة، كما ان على باقي محافظات الجنوب إما إن تتفاعل مع ما يجري في الضالع وان تضغط بكل الوسائل لتخفيف الضغط عنها، أو ان تتوقف عن مطالبها بدفع فواتير أكبر من إمكاناتها وان تظل تصفق وتهلل لها وهي تضرب مرددة عاشت ضالع الصمود والتضحية والشهداء في حين يترجم الواقع حقيقة مرة هي إن هذه المناطق غير جاهزة لتقديم أي شكل من أشكال العون والمساندة .
يحتفظ التاريخ بمفاخر لا تعد ولا تحصى للضالع، وهي مازالت وحتى اليوم مازالت تسطر مآثر عظيمة، وهي لكل ذلك ليست بحاجة لمن يشيد بتاريخها ومواقفها ، لذلك فعلى حكماؤها وأهل الحل والعقد فيها ان يؤسسوا لقواعد جديدة في النضال والمقاومة تقوم على قاعدة أنهم مجرد جزء من الجنوب وليسوا الجنوب كله، وان عليهم ان يتنبهوا لحقيقة لا ينبغي ان تغيب عنهم أنهم مستهدفون أكثر من سواهم باعتبارهم قلعة مقاومة وصمود، فلا يجب ان يستجيبوا لأي حالة استفزاز لجرهم الى مربع العنف ،وان يؤمنوا ان الانتصار للقضية الجنوبية هي مسؤولية جماعية جنوبية، فإما ان ينهض لها الجميع أو ينام ويتراخي الجميع وبالتالي يكتفي ;كل جزء بالدفاع عن نفسه وكرامته .
أمام الضالع فرصة استثمار محاولات صنعاء للتهدئة، لإعادة تقييم أوضاعها على الميدان ،وصياغة مفهوم جديد للنضال والمقاومة، بعيدا عن المفهوم السابق الذي جعلها رأس حربة، تدخل في الخسائر وتخرج من المكاسب، ويكفي الضالع شرفا انها انتصرت لنفسها ولتاريخها وهي جنحت للسلم فستجنح له بقوة المنتصر لا المنهزم او المنكسر.
ومهم جيدا ان يفهم قادة الثورة الجنوبية إن العمل الفوضوي وغير المتناغم لهذه الثورة والرهان على مناطق بعينها يجعلها مجرد حالة فوضوية عديمة الجدوى، ويرفع من فاتورة التضحية، وما يجري في الضالع وحضرموت والمنصورة وردفان وحوطة لحج أنموذجا، لذلك يصير مهما ان نسقط كل ما قيل في السطور السابقة على كل مناطق الجنوب ، فإما ان تنهض نهضة رجل واحد أو تنام جميعها حتى لا تظل كل مدينة تضرب بمفردها والآخرين يصفقون أو ينددون، وكفى المؤمنين شر القتال.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها