العمل وفق المتغيرات .!
بات النشاط الثوري الجنوبي يفتقد للمرونة السياسية ، وهذا يُذهب علينا الكثير من الوقت دون الحصاد المتوقع، وذلك للتمترس القائم بين الفرقاء والعمل بشكل فردي وكذلك لغياب المرجعية الواحده . ففي ظل الوضع القائم والتحولات السياسية التي تعصف بالعالم وبعد قرار مجلس الأمن الأخير، على الحراك الجنوبي أن لا يحيد على هذه الثلاث النقاط حتى لا يظل طريقه ويعادي الكثير ويخسر بعض من أهدافه وهذه النقاط هي كالتالي :
أولاً : إيجاد قياده داخليه وخارجية موحده ، بعد أن كثرة المناشدات وارتفعت أصوات الشعب التي تطالب بالإسراع واغتنام الوقت وعدم إهدار الفرص للخروج برؤية موحده ومشتركة ، طالما والسياسة الحالية المتَبعة لقيادتنا لم تلبي الطموح نظراً للشتات الذي طال أغلب القيادات السابقة وعلى الفور عندما توجد القيادة الموحدة سوف تكون حاملة للقضية وتستطيع أن تتفاوض بشكل موحد مما يسهل التعامل معها لتلاشي أخطاء الماضي .
ثانياً : الابتعاد عن أي شعارات بسقف لا ينسجم مع المرحلة أو يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ومنها بعض الشعارات الجهويه والداعية لهويات مختلفة لا داعي لها ويكفي التمسك بشعار (تقرير المصير) الذي لا يتعارض مع مواثيق الأمم المتحدة ولا يمكن لأي دولة عظمى مهما كانت أن تقف في وجه هذا المطلب فهو حق مشروع لجميع الشعوب . ونص قرار مجلس الأمن حسب تحليلات المختصين بالقانون الدولي أشار وبشكل واضح إلى انتهاء وحدة عام 1990م ، وأيد الاتحادية بديل عن الوحدة لكنه بنفس الوقت لم يراهن على نجاحها فهي خيارات مطروحة، والواقع سيثبت فشلها كل يوم ، وأبقى القرار الباب مفتوح على مصراعيه إمام المطالبات الحقيوقيه والسلمية ، في حين حذر وشدد من يقوموا بإعمال تهدد الأمن والسلم الدوليين ووجه تهديد مباشر لتلك الجهات .
ثالثاً : مواصلة النضال وجعله سلمياً بكل مافيه من تظاهرات وفعاليات ، بحيث لاينجر الشعب إلى أي مواجهات تجعل النيل منه سهلاً ، وهذا ما تهدف اليه وتريد تحقيقه أساليب القمع التي تنهجها سلطات الجيش اليمني حتى يتم تصنيف الحراك كقوى مسلحه من قبل الأمم المتحدة ، وهذا ما يميز الحراك الجنوبي منذ صعوده فلقد حافظ وبشكل كبير على سلميته.
وعند العمل بجديه وفق النقاط المذكورة أعلاه ، سيخرج الحراك الجنوبي إلى بر الأمان وسوف يحقق مصيره في ظل مطالب حقوقيه مشروعة رغم صعوبة المرحلة ، وفي حالة أستمر الوضع كما هو قائم اليوم فلن نخرج من هذه الدوامة وسوف يستمر الركود الثوري وقد يتأزم الوضع المعيشي أكثر ، مما يدفع الجنوبين القبول بأقل مما يستحقونه .
وما نسمعه اليوم على لسان الانتهازيين والمتربعين على كراسي السلطة بخصوص الحلول المفروضة من الداخل والخارج ، نقول لهم لم تتوافق الإطراف المتحاورة التي انسحبت فما بالهم بالشعب الجنوبي الرافض جملة وتفصيلاً لمخرجاتهم . ولم يسبق لمجلس الأمن أن فرض عقوبات على شعب يطالب بحق تقرير المصير وفي نفس الوقت لم يتيح ألفرصه أمام اي قوى أن تعبث بحقوق الإنسان وترتكب بحقه جرائم إنسانيه كما هو الحاصل الآن في الجنوب فكل شيء موثق لدى المنظمات الحقوقية وحان الوقت أن يتم لملمة ما حصل للشعب الجنوبي ووضعه على الطاولة الدولية ..فقط كل ما نحتاجه هو إيصال مطالبنا وأصواتنا عبر قيادة موحده وحكيمة إلى صانعي القرار الدولي .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها