الكهرباء..من جديد
هل تريد أن تعرف كم عدد الاعتداءات على خدمة الكهرباء منذ بداية العام الجاري؟هل يهمك وجود التيار الكهربائي في حياتك؟هل تود إنارة منزلك بالكهرباء أم تريد أن يُخيّم الظلام عليه؟
اقرأ من فضلك هذه الأرقام الواردة من إحصائيات وزارة الكهرباء حتى تفضل ديمومة الكهرباء على شراء الشمع.
بلغت الاعتداءات على الكهرباء منذ مطلع العام وحتى بداية مارس الجاري 19 اعتداءً، عشرة اعتداءات مسجلة باسم أولاد "احمد وعلي الشعبي ",وهذه الأرقام صادرة عن وزارة الكهرباء ومنشورة في وكالة سبأ الرسمية وغيرها من وسائل الإعلام التي تحولت إلى عداد يحصي عدد الاعتداءات لا أكثر.
إذا كان يهمّ أحدكم الخسائر المادية أيضاً الناجمة عن هذه الاعتداءات فهي 970 مليون ريال,والأرقام مرشحة للتصاعد والزيادة مع مرور الوقت لأننا في مطلع عام، والمخربون في كامل الجاهزية لإلحاق الأذى بالبلاد والعباد طالما ظلوا طلقاء يعبثون دون رادع أو ضابط.
في تقرير أمني لوزارة الداخلية نُشر مؤخراً,أشار إلى وقوع 487 حالة اعتداء على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط وشبكات الاتصالات في عدد من محافظات الجمهورية خلال العام الماضي.
وأوضح التقرير أن 350 متهماً تورطوا في جرائم الاعتداءات على الكهرباء وأنابيب النفط وشبكة الاتصالات خلال الفترة نفسها ضبط منهم 191 متهما ، فيما قتل 16 من المتهمين بهذه الاعتداءات أثناء عملية تعقبهم من قبل الأجهزة الأمنية وفي الحملات العسكرية المشتركة التي داهمت أوكارهم العام الماضي وإصابة 3 آخرين من المتهمين بالاعتداءات.
تلك هي الأرقام وذلك هو الواقع والسؤال البديهي والمنطقي هو:لماذا لم تتم إحالة ملفات هؤلاء المتهمين إلى القضاء ليبدأ التحقيق فيها ويقول كلمته فيمن يعتدون على مصالح الشعب؟
وهناك سؤال أكثر أهمية من ذي قبله وهو:أين دور النائب العام إزاء هذه الجرائم المشهودة والموثقة؟ ولماذا لم يحرك الدعاوى بحق المتهمين فيها؟ ولماذا يلوذ بالصمت ولم نسمع له صوتاً وكأن النيابة دورها التفرج على نشرات الأخبار؟
من بين المتهمين الذين تم القبض عليهم 191 شخصاً لم نسمع أن واحداً منهم أُحيل إلى التحقيق والمحاكمة على أفعاله كي يصدر القضاء فيه كلمته ويكون عبرة لغيره ولكل من تسول لهم أنفسهم العبث والخراب بمقدرات الشعب أياً كانت.
إذا لم تكن الاعتداءات على الكهرباء والنفط والغاز والاتصالات جرائم حرابة فما هي في التوصيف القانوني؟هل معقول لا يوجد قانون يحدد نوع وطبيعة هذه الجرائم؟أشك في ذلك.
لاشك أن وراء هذه الاعتداءات أبعاد وأهداف سياسية مثلما وراءها نفسيات عدوانية إجرامية تميل للتدمير وممارسة التخريب ولا ترتاح إلا بإلقاء الخبطات الحديدية على أبراج الكهرباء ظناً منها أن هذه بطولات أن تغرق شعباً في الظلام الدامس.
بدلاً من أن تلعن الظلام ولو كان المخرب كن قدوة في نفسك وساهم في التوعية بأخطار وتداعيات مثل انتشار هذه الثقافة التدميرية على المجتمع وحاول قدر استطاعتك أن تحاصر مشاريع التخريب أياً كانت ولا تكتفي بلوم الحكومة لتقصيرها في حماية مصالح الناس وإن كان من حقك ذلك بالطبع.
إن معالجة مشكلة الكهرباء تحتاج إجراءات شاملة رسمياً وشعبياً مع التأكيد على أن دور الدولة يبقى الأهم والأكبر كونها المعنية بالدرجة الأولى بتوفير الخدمات لمواطنيها وحمايتها من أي اعتداءات تؤثر على شؤون حياتهم.
أصبح "كلفوت"وهو أسم لأحد المخربين في محافظة مارب أسطورة تحكيها الصحف والمواقع الإخبارية وكأنه بطل أو شخصية تاريخية,والغريب أن تجد وسائل إعلام محسوبة على النظام السابق تحتفي بالرجل وتفرد له مساحة قبل وبعد اعتدائه على الكهرباء ليقول كلمته وكأنه قام بعمل يستحق التبجيل والتقدير,ثم لا أحد يحاسب هذه الوسائل التي تغري المخربين بامتداح أعمالهم وإتاحة الفرصة لهم ليمارسوا التضليل إلى جانب التخريب.
كفى عبثاً بحياة الشعب,توقفوا عن تدمير مستقبله ولا يغرنكم ضعف الدولة أو تهاون أجهزتها حيال أعمال التخريب التي تضر بحياة اليمنيين جميعاً,وتظنون أن بمقدوركم الإفلات من العقاب وهذا لا يمكن أن يحدث وإن استمر لبعض الوقت.
دعونا نمضي نحو المستقبل لنبني يمناً جديداً للجميع دون تمييز,يمنٌ يجد فيه كل واحد حقوقه بقدر أدائه لواجباته والتزاماته,يمنٌ لا مكان فيه لمخرب ولا عابث ولا مستبد ولا فارض رأي بالقوة والسلاح.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها