هم يريدون، والرئيس يريد!!
عنوان عريض في العدد الأخير من يومية المخلوع "اليمن اليوم" يقول: "سؤال رئاسي للحوثيين: ماذا تنوون فعله في 21 فبراير". وإذن: علي صالح يتنصل مجددا من حكاية "ثورة لإسقاط الحكومة"، ويريد أن يقول إنها ثورة الحوثيين. واليوم، تحدثت معلومات "الأهالي موبايل" عن تنسيق في العاصمة صنعاء لإسقاط الحكومة بين ما يسمى "جبهة إنقاذ الثورة" والحوثيين.
وإذن، فهما احتمالان: إما أنهم يريدون إسقاط الرئيس هادي، ولكنهم لا يجرؤون على رفع هذا الشعار. وهذا يرجحه اختيار 21 فبراير موعدا، وهو موعد انتهاء فترة هادي بشرعيتها الشعبية، إذ تتحول -ابتداء من هذا التاريخ- شرعية الرئيس من شرعية شعبية وفق الانتخابات إلى شرعية شعبية توافقية بموجب مقررات مؤتمر الحوار الوطني. وعلى هذا الأساس، يبدو غريبا أن يتحدث البعض عن ثورة جبانة تواري هدفها خلف هدف آخر ولا تجرؤ على إعلانه.
وإما أنهم يريدون تخويف الرئيس والقوى السياسية والرأي العام على العموم، من أجل أن يحصلوا على التغيير الحكومي وفق ما يريدون ويطالبون. وعلى هذا الأساس فمن الغريب –بالمقابل- أن يطالبوا بإسقاط الحكومة وهم يريدون في قرارة أنفسهم الحصول على بعض حقائبها.
وغريب أيضا أن يطلقوا على فعاليتهم المطالبة بإسقاط الحكومة كلمة "ثورة"، إذ يعرف أهل السياسة أن إسقاط الحكومة هدف لا يرقى لأن يطلق على الاحتجاجات المطالبة به كلمة "ثورة"، فكم خرجت من قطاعات شعبية في بلدان كثيرة لإسقاط الحكومة، فنجح بعضها وأخفق بعضها، ولكن لم يطلق أحد على تلك الاحتجاجات كلمة "ثورة"!!
أيا يكن، وفي الاحتمالين السابقين: هم يريدون الإطاحة الرئيس في آخر المطاف، والرئيس -من جهته- ربما يكون مرتاحا لفعالياتهم لأنها توفر له التبرير والعذر أمام الرأي العام اليمني لإجراء تغييرات في الحكومة الحالية، ولكن ليس لتحقيق ما يريدونه هم، بل لتحقيق ما يريده هو!!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها