الأخلاق في إجازة مفتوحة..!!
لا ضير في أن نختلف في الآراء والرؤى, فلكل قناعاته وتوجهاته وآراؤه ومعتقداته, وهذا طبعاً ليس بيت القصيد والمهم, لكن المهم هو كيف سنختلف، وكيف سنعبّر عن ذلك، وكيف سنقدّم الحجج والدلائل لنقارع الرأي بالرأي, والفكر بالفكر.
لذلك وللأسف لا يحدث اليوم, فالغالبية أجمعت على البذاءة وسوء الأخلاق كطريقة وحيدة لإبداء الرأي والاختلاف, بل وصل الأمر بالبعض إلى التعبير عن مخالفتك بالأيادي والألسنة البذيئة والقبيحة, ولعل ما حدث في فعالية جامعة عدن خير مثال, فالرجل الذي يعتدي على امرأة هو مخلوق مجرّد من الإنسانية والرجولة والشرف, ولا شيء يميّزه عن الحيوانات الهائجة والمفترسة سوى لسان قبيح يجعل من حوله يفهمون قوله ويدركون بأسف عظيم سفهه ووقاحته.
أتضامن وبشدّة معكِ «أنسام» ولا أجد ما أقوله لكِ سوى أننا جميعاً سنواجه أياماً صعبة مادام الأخلاق لدينا باتت في إجازة مفتوحة.
لم يقتصر العنف في التعبير عن الرأي والاختلاف على العنف الجسدي وحسب, فقبل حادثة الاعتداء على أنسام شهدنا الكثير من العنف بلغة البذاءة, ولعل آخره كان هجوماً الكترونياً منتظم السوقية واللغط, موجّهاً ضد امرأة أخرى تعدُّ رمزاً ثورياً شئنا ذلك أم أبينا, وافقناها الرأي أم لا, كان قطع شارع في استقبالها باباً ليلج منه أولئك وللأسف, وهناك قالوا ما يجب ومالا يجب.
وأنا هنا ضد ذلك التصرُّف, لكني ألتمس لها العذر؛ قد يكون جمهور المرحّبين بها في مدينة الثورة سبب ذلك, كما لا أرى حقيقة أن قطع الشارع ظاهرة من مستحدثات زيارتها تلك لينال منها البعض بذلك الشكل اللا أخلاقي, فقطع الشارع وللأسف ثقافة لدينا, وما الزحام المروري بسبب أهل الكيف «المقاوتة» أوقات الظهيرة عنّا بغريب أو غير معتاد.
أؤكد أني ـ ودن أي استثناء ـ ضد ثقافة قطع الشارع لأي سبب من الأسباب ولأي كان, وفي المقابل أيضاً لست مع نقد تلك التصرُّفات اليومية, إن كانت من خصوم لنا فقط, وبالطريقة تلك التي حملت شيئاً من الغمز واللمز بالأصل والعرق.
لنترفّع قليلاً, ويكفي مهاترات وسقوط, عودوا إلى أخلاق الثورة والثوار, فأن ترفع صوتك عالياً بالبذاءة والكلام القبيح؛ لا يعني مطلقاً أنك صاحب حجة دامغة ولك أسلوب مقنع, فسكوت من تخالفه أمامك حينها لا يعني بالضرورة قناعته بما قلته وستقول بقدر ما هي قناعة ويقين أن الحديث معك هو ضرب من العبث والسقوط، ولا أكثر.
لنترفّع في نقدنا, وفي خصومتنا السياسية والحزبية, ولنترك الفجور في الخصومة والشطط غير المبرّر في النقد, فكلنا لنا هدف واحد, وكلنا على ذات المركب, وسقوطنا الأخلاقي اليوم سيكون إيذاناً بسقوط حلمنا النبيل وهدفنا العظيم وضياع لقضايانا الأهم والأسمى «الوطن والثورة».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها