باشراحيل شموخ الاحرار , وسيرة المربين الأفاضل
منذ سنوات انبرت قوى الحداثة في المعارضة السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمنابر الصحفية في بلادنا ومعها هشام باشراحيل تحذر النظام من اخطاء سياساته العبثية بالوطن. تكشف تعطيل مشروع قيام دولة المؤسسات واستبدالها بأدوات تقليدية بدلا من النظام والقانون. تناهض تكريس ثقافة العصبية بدلا من ثقافة الدولة،تقاوم الانحراف بالدولة الى دولة ولاءات ومصالح وتقديم الموالين على الكفاءات.رفض هشام باشراحيل ان يرقص في مواخير رجس النفاق كما يفعل انصاف الرجال. بل اختار ان يكون بعمله الصحفي مشعلا ينير طريق الحيارى ويعري ناهبي مقدرات الوطن ويسطر لعنه في وجوه الفاسدين، ودفاعا عنيدا عن قضايا الوطن و المواطن، اختار طريق التحذير من الاستبداد رغم انه يعرف كل المعرفة انه سيطاله.تبتل الثائرالجليل للمعارضة السلمية يدحض الباطل يحذر من الخطر الداهم جرا استغلال نفوذ السلطة.ارتفع صوته يتحدى الباطل بالكلمة الشريفة في وجوه الطغاه,و ينحت من الكلمة نصلا في خاصرة من يستقوون بالسلطة،وقذيفة في وجوه لصوص المال العام ،صوتا يحذر من منطلق مهني لا سياسي من استمرار تدمير الوطن والعبث بمقدراته ،يدعو الى اصلاح الوطن خوفا من تهاويه الى قعر الكارثة. يعري نظام عطل القانون وحول الوطن الى ميدان لاقتسام الغنائم. آمن هشام ان الكلمة الحق لن تضل طريقها في تعرية الفاسدين وفضح اساليب الإضرار بالوطن. فجعل من((الأيام)) ميدانا يصنع رأي عام يرفض الانقلاب على ارادة الشعب يناهض نهج الفيد والتعصب والتخلف.بيد ان من أداروا الوطن باللعب بالأوراق رفضوا الاقلاع عن حماقاتهم حتى اوصلوه الى ما وصف بالدولة الفاشلة ،جرا استفحال ازماته الاقتصادية وانفجار حراك الجنوب السلمي وتفاقم مخاطر الارهاب و التمردات.
رفض هشام كل المساومات والاغراءات لتبديل خطاب (الأيام)،أو مقايضة رسالتها بسقط المتاع،ودون ان يخشى في الحق لومة لائم ابى الا ان يجعل منها منبرا يقرع جرس الخطر المحدق بالوطن يعري فضائح الفساد واستغلال نفوذ السلطة لنهب الارض وموارد الوطن، يكشف جرائم نهب اعتمادات المشاريع أو انشائها خلافا لمناقصاتها ومواصفاتها.اثر ذلك تكالبت مافيات الفساد عليه تلفق له تهم التحريض،وتعرض لصنوف القمع والتنكيل بشتى الوسائل والأدوات..ورغم فداحة الكارثة لم يرف جفن هشام باشراحيل حتى وهو تحت نيران القصف ورصاص البنادق مشرعة الى صدره ،يصارع الزنازن والمرض وشظف العيش بجسارته المعروفة ولم يقايض كرامته بكل ما بيد الحاكم من مال عام يبعثره وأجنحته بسفه ذات اليمين وذات الشمال.
هشام مربي وموجه
لم تتوقف عطاءات هشام باشراحيل هنا ولكنه فتح ابواب مؤسسته الاعلاميه ليتدرب فيها العديد من شباب الاعلام ومنها برزت مواهب صحفية كثيرة كان لها نعم الموجه . تقول في هذا السياق الاعلامية بشرى العامري من صنعاء واحد مراسلي صحيفة الايام هناك : التقيت بالأستاذ هشام باشراحيل رحمة الله عليه لأول مرة في العام 2005 م تقريبا للعمل كمراسلة لصحيفة الايام بصنعاء حينها .كنت متهيبة من لقاء عملاق كباشراحيل صاحب اكبر مدرسة صحفية في اليمن منذ خمسينيات القرن الماضي وأنا مازلت احبو بصعوبة في بلاط صاحبة الجلالة .التقيته في مكتب الايام بصنعاء كانت تعلو على وجهه المجهد ابتسامة اب حنون طلب مني الجلوس فورا كنت مرتبكة وخجولة حينها .شجعني بكلمات لم انساها ماحييت قال لي : تملكين قلما رائعا وحسا مرهفا في الكتابة ولك مستقبل كبير في الصحافة ..
سألته عن نوعية الاخبار التي يريد مني تغطيتها او المواضيع التي يريدني الكتابة فيها , وأخبرته ان اغلب الصحف لديها توجهات معينة للكتابة .فضحك من حديثي ونظر الي قائلا بوثوق : ( صحيفة الايام تختلف عن كل الصحف كل ما يحدث امامك وترين انه يصلح خبرا اكتبيه و ارسليه .. يا بنتي لو اثنين في الشارع تضاربوا على قضية ما .انقلي الحدث , ولو صادفك قاتل ابي ولديه قضية او مظلمة اكتبيها على الفور ... نحن لسنا ضد احد ولا نكتب لأحد نحن ننقل صوت المواطن نحن صوت من لا صوت له ... لاتهمنا احزاب ولا سياسات ولا تعنينا اخبار المسئولين والوجاهات .. الكل في بلاط الايام سواسية ... ونحن مع الحقيقة اينما كانت( .
واضافت :عملت بعدها مع صحيفة الايام بحرية لم اعهدها مطلقا لا في السابق ولا في اللاحق من اعمالي كصحفية ومراسلة لعدد من الصحف والمواقع .كانت كل اخباري تنشر بغض النظر عن محتواها ولم يكن يحذف منها حرفا او يضاف اليها .وكانت تصلني خطابات او تعليقات تلفونية من استاذ هشام تشجعني او تنبهني الى خطأ او معلومة او صياغة معينة ولم يقل لي يوما لماذا كتبت عن تلك الجهة او ذاك الشخص لا نريد اخباره او نحن لسنا مع ما يطرحه س من الناس , وكان نقده كله حول المادة وطريقة كتاباتها, ومع الايام ومع ال باشراحيل صنعت اسمي واصبح لقلمي مكان محترم بين الصحفيين , وحظيت كتاباتي بمصداقية عالية .. لانني كما يصفني البعض خريجة مدرسة الايام وباشراحيل ..
من جهته يقول باسم الشعبي احد مراسلي الايام السابقيين –عمل فيما بعد رئيسا لتحرير عدد من الصحف : هشام باشراحيل رحمه الله عقلية ادارية فذة استطاعت ان تؤسس مؤسسة صحفية رائدة في زمن قياسي وتتربع على عرش الاعلام اليمني المكتوب وهذا النجاح كان سبب رئيسي فيما عاناه هشام واسرة الايام خلال رحلتهم الصحفية المريرة. واستطرد قد نختلف أو نتفق احيانا مع ماكانت تنشره الايام ..لكنها في المحصلة النهائية استطيع القول انها ساهمت في إذكاء وتنمية الوعي الشعبي باتجاه التأسيس للتحول الكبير الذي تشهده اليمن حاليا في صورة الثورة الشعبية التي ما كان لها أن تكون لولا الصحافة والاقلام الحرة وفي المقدمة الأيام ورائدها هشام باشراحيل. مضيفا هشام لمن لا يعرفه رجل شجاع وعنيد لايساوم أمام ما يؤمن به وصاحب قرار وكلمة قوية، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى هو رجل بسيط ومتواضع يحب ولا يكره،ان غضب فهو سريع التسامح والعطف والمرؤة. واختتم بالقول استطاع هشام أن يصنع صحيفة كبيرة وهي بدورها قدمت للساحة الصحفية أقلام حرة ومواهب صحفية محترفة ومتميزة واحسب نفسي واحد منهم إذ كانت بدايتي الأولى في الأيام. نسأل الله له الرحمة والمغفرة ونطالب رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الاسراع في حل قضية الايام وتعويضها التعويض العادل حتى تتمكن من معاودة الصدور.
أما الصحفي المتميز انيس منصور حميده فيقول :عملت في الايام اكثر من ست سنوات تقريبا فكان هشام باشراحيل بمنزلة الاب للجميع , صاحب إصرار في تنفيذ الفكرة التي يريدها ورغم كل العقبات كانت لدية ارادة قوية ايضا ودقة في التعامل في الجانب المهني مع الاخبار والتقارير والتحقيقات التي نكتبها ومن اهم الصفات التي كان يتحلى بها همته العالية والانضباط في الوقت والثقة الكبيرة بالنفس و الحزم والواقعية . واضاف عندما كانت الايام تعرض بعض القضايا التي نكتب عنها كان باشرا حيل رحمة الله يلعب دور المصلح الاجتماعي فلدية قدرة كبيرة على مواجهة التحديات في اصعب الحالات باسلوب يجذب اهتمامات الاخرين. لهشام رحمه الله مواقف كثيرة من اهمها الاهتمام باي انتهاك يتعرض لة مراسلي الايام حتى لوكان بسيط فيبرزه بوضوح وبعناوين عريضة ويهتم ويتابع قضايا الانتهاكات الصحفية ضد الصحفيين الاخرين . واختتم الحديث عن هشام باشراحيل حديث جميل ولنا معه ذكريات جميلة ومازلنا كلما وجدنا من يثني علينا او على اعمالنا نقول لهم نحن من مدرسة الايام ولنا الفخر والاعتزاز بهذه الصحيفة وناشريها هشام رحمة الله وتمام اطال الله في عمرة ولكن حسبنا الا ان نقول انا لفراقك يا هشام لمحزنون .