"هذه المرة ضد حماقتنا "
النزول إلی الشارع أسهل مايمكن، فالتسوق وحده يلزمك أن تنزل إلی الشارع.
وإذا كان لهرولتنا إلی الشارع قبل ثلاث سنوات له هدف يحدد في اسقاط نظام صالح والبحث عن دولة المدنية والنظام والقانون، فيجب علی من يدعو للنزول إلی الشارع يوم 11فبراير الجاري أن يحدد ماهو الهدف من ذلك؟
لأن الشخص الثائر إذ نزل الشارع دون أن يمتلك هدف منطقي وصحيح فأن حاله يكون أشبة بكبش معروضا للبيع ومن يدفع الثمن الأكبر هو من يحق له أن ينتفع بلحمه.
وبصفتك شخص تدعو الجماهير إلی الهرولة لأجل معانقتهم للشارع، يجب أن تكون شجاعا بما فيه الكفاية لتوضح للجماهير ماهي الدوافع والأسباب لذلك، لأن في دعوة كهذه قد يترتب عليها إزهاق للأرواح وإراقة للدماء.
نعم، وضع البلد اليوم سيئا .لكن يجب علينا - شباب الثورة - أن نعلم بأننا مشاركين في صناعة هذا الوضع المخز، وإذا كنا سننزل إلی الشارع في ذكری ثورتنا فيجب أن ننزل هذه المرة ضد حماقتنا.
وليس ضد عفاش وبقايا نظامه وعملائه.
لماذا ننزل ضد حماقتنا؟
نحن من كنا ثوارا نمتلك القوة وبأيدينا صناعة التغيير إلا أننا سلمنا كل شيء، وكانت المأساة الحقيقية أننا دخلنا الحوار والكثير من أخواننا من شباب الثورة يقبعون في السجون دون سبب يذكر سوی أنهم نادوا كما نادينا وهتفوا كما هتفنا وخرجنا من الحوار وهم لايزالون كذلك، وللعلم أن أخواننا المعتقلين يقبعون في سجن الثورة وليس في سجن عفاش.
إضافة إلی كوننا سلمنا أمرنا لأحزاب رديئة وصرنا بعدها بقايا أحزاب بعد أن كنا شباب ثورة، فنصبت علينا هذه الأحزاب بعض وزرائها الذين لم يقدمون لنا وللوطن غير شيئين اسمهما : الفشل والفساد.
أي أن فشل الدفاع لا يقل مستواه عن ضعف الداخلية وانقطاع الكهرباء هو الآخر لا يقل قبحه عن غياب العدالة وضياع الحقوق.
لهذا فليكن يوم 11فبراير القادم يوما نعترف فيه بحماقتنا، ونذكر بعضنا أننا كنا بالأمس شباب ثورة وأصبحنا اليوم بقايا أحزاب فاسدة نكتوي بفساد وزرائها الذين وصلوا إلی مناصبهم علی حساب جهودنا وحرية البعض منا وعلی حساب أيضا دماء الكثير من أخواننا الشهداء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها