مصير " السيسي " على كف عفريت !!
التردد الذي أظهره " الملك غير المتوج " عبدالفتاح السيسي حول ترشحه للرئاسة يكشف عن قُرْبْ لحظة الإفتراق بين السيسي وداعميه في الخليج وأمريكا.
الآن .. ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ؛ كما يقال.
الاستعجال المحموم من قبل الإمارات والرياض ومعهما واشنطن دفع بالسيسي الى الحلبة كالثور الهائج ؛ غير أنه الآن غَفَلَ أو يتَغَّافل عن المهمة الحصرية في بنود التعاقد : وظيفة جزار ؛ مهمته الذبح والتعليق والتصفية والسحل والاعتقال والترويع .. ومن ثم يعود الى موقعه كوزير دفاع على الأكثر ؛ هذا إذا لم يتم تجنيبه باعتباره كرتاً حارقاً.
السيسي نسي ذلك وذهب لترسيخ نفسه رئيساً حتى قبل أن يحين موعد التربع على الرئاسة ؛ وفي لحظة الحقيقة حين ذهب لإطلاق بالونات الاختبار ، والإفصاح عن ترشحه لموقع الرجل الأول " الرئيس " ؛ بدأت الأجواء تتلبد ؛ وكان تصريح محمد بن راشد قبل عدة أسابيع عن أنه " لا يحبذ " ترشح السيسي أو مرشح عسكري للرئاسة نقطة البداية فقط.
الكوالييس التي تتدبر الامر في الرياض والإمارات وواشنطن مرتبكة بسبب إصرار السيسي على الترشح ؛ بينما الأخير أظطر بالعودة خطوة الى الخلف مع قراءته لمواقف الداعمين ؛ وأعاد بأكثر من تصريح للدائرة المحيطة به ؛ أعاد مسألة الترشح الى منطقة الغموض بعد أن كانت قد خرجت الى منطقة الوضوح الحاسم قبل أسابيع !!
هم يدركون أن كرت السيسي احترق بنفس النار التي أشعلها في الساحات والشوارع فوق أجساد الإخوان ومناصريهم ؛ ويريدون رئيساً بعداد دموي " مُصَفَرْ " ليكون لديه على الأقل متسع للمضي في أجندات إجرامية أخرى سواءاً بشكل مباشر أو في مجالات الإجرام العام الناعم في الاقتصاد والسياسة وأمن إسرائيل وغيرها من المجالات.
والسيسي يريد أن يثبت لنفسه وللمصريين أنه صاحب " الطبع القوي " و " القلب الميت " حتى في تحديد بقية مسار اللعبة مع الدعمين.
وبينهما يقف الشعب المصري معلقاً بين رجل المرحلة القوي الذي هيئت جموع واسعة من الشعب نفسها على تنصيبه فرعونا جديدا يقيها متاعب " الحرية والديمقراطية " التي جَلَبّتْ لهم " الإخوان " ؛ وبين إقليم نفطي وراعي دولي يريد أن يضبط المسار حتى نهايته بحسب احتياجات مصالحه هو ؛ ولا ينفع معه استدعاء " سمة الامتثال التاريخي للفرعون ".
وبحسب " نهلة الشهال " فإن :
" ... وإذ ينقضي زمن انتظار الترشُح ويبدأ التحضير لانتخابات رئاسية، وإن محسومة النتيجة مبدئياً، تعود إلى الواجهة القضايا المتروكة لخط «الغموض البنَّاء» الذي اتبعه المشير حتى الآن، والتي لن يعود ممكناً حلها بتوليد «ناصرية» سياسية جديدة ضمن ثنائية علاقة القائد-الشعب بطريقة «أقول نشبك الأيدي ونتقدم للعمل»... أو باعتبار التنمية مجرَّد برامج خبراء واستقلال الجيش بسلطته على نفسه واقتصاده وقضائه حقاً دستورياً، ومشكلة «الإخوان» قضية «مجموعة إرهابية» تُعالج أمنياً، وليست نهجهم الإقصائي اللاديموقراطي وحاكميتهم. يبدأ زمن زوال الأوهام الكبيرة وعودة السياسة."
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها