فـبـرايـر.. ثـورة أخـرى
في 11 فبراير 2011 انطلقت ثورة الشعب الشبابية السلمية التي أسقطت أسوأ نظام حكم اليمن في الخمسين سنة ماضية،
و في 8 فبراير 1968 فك الثوار الحصار الذي ضربته جحافل المرتزقة التابعين لفلول الحكم الإمامي أسوأ نظام حكم اليمن و اليمنيين منذ ألف سنة، فيما عرف بـ"حصار السبعين" على العاصمة صنعاء،
و في فبراير اليوم تحتفي اليمن و تحتفل بذكريات عزيزة على الشعب اليمني و محطات خالدة في تاريخه الحديث، مواقف لم تصنع بمحض الصدفة،
كما هي أيام من الدهر لم تصنع أشعتها شموس الضحى، بل صنعها ثوار الوطن و شهداؤه على امتداد رقعته بأيديهم، لينفضوا عنهم سنوات و عقود من الظلم و الفساد و الاستبداد و الطغيان،
و لم تفرق ثورة الشعب بين غاز أجنبي أو مستبد محلي، فكلاهما وجهان للقمع و الإذلال، لا فرق بين القادمين من عواصم الضباب أو أولئك القابعين في كهوف الظلم و الجهل و التخلف،
ثار الشعب ليجد نفسه حرا طليقا لأول مرة يصنع تاريخه بنفسه و يخط مجده بيده، لم يكن عليه وصي لأنه لم يعد طفلا قاصرا في انتظار ما سيجود به عليه كهنة الحكم الإمامي و سدنته، و لن يعود بحاجة إليهم، بعد ما عرف طريقه في الانعتاق من نير العبودية و عصر الخضوع لأمراء الحروب الطائفية و زعماء العصابات الضالة و فرق التخريب و القتل و الفوضى،
ثار الشعب في سبتمبر و أكتوبر، و ظلت القوى التي ثار عليها في الشمال و الجنوب تتربص به و تحاول استعادة مجدها الآفل و سعت بكل ما أوتيت من دعم خارجي لتجنيد المرتزقة من أجل شن الحروب على الجمهورية الوليدة و الثورة الجديدة،
و ما إن أعلن جنوب اليمن استقلاله عن الاحتلال الأجنبي إلا و كانت قوى الشر و البغي و الهمجية تتداعى لإطباق الحصار على صنعاء الثورة و الجمهورية، و تصوروا أنه بمجرد اقتحام صنعاء ستطوى صفحة الثورة للأبد، و ستمحى الجمهورية إلى يوم الدين،
و حين جمعهم كبير أمرائهم من الإنجليز ليضع لهم خطة الانقضاض على صنعاء و الثوار، و يسرد لهم تفاصيل الأدوار التي سيقومون بها مقابل المال الذي جمعه لهم أمراء النفط في الجوار، و ختم بالقول:" .. هوب و كانت جمهورية"، بمعنى أنهم سيقوم بهذه الـ"هوب"، أي الحصار و التطويق من كل الجهات، و بالتالي لن يقوى الثوار على مقاومة الحصار المفروض ما يعني بكل تأكيد: سقوط الجمهورية،
لكنهم حين فعلوا كل ما أمرهم به سيدهم فوجئوا أن الشعب كان أقوى منهم في الذود عن ثورته الخالدة و جمهوريته و إرادته،
و كذلك فعل الشعب مرة أخرى في فبراير 2011 حينما واجه كل أدوات القتل و القمع و الجريمة التي مارسها نظام علي صالح، لكنها انهزمت أمام إرادة الشعب و رغم ما حيكت و تحاك من مؤامرات داخلية و خارجية انتصر اليمنيون، لأن قدر الشعوب أن تنتصر مهما كانت قوة عصابات القمع و القتل موغلة في جرائمها، و لن تنتصر أية قوة على الشعب إذا قرر أن ينتزع حقه و يرسم معالم مستقبله، و تلك سنة خالدة و باقية في حياة الشعوب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها