نريده وطن كفاءات لا وطن اعاقات عقلية..
لعقود كثيرة مضت ظلت بلادنا للأسف تسير على مبادئ فاشلة اعتبرناها صراطاً مستقيما وعجزنا عن تجاوزها حتى بعد أن ثبت فشلها الذريع في بناء بلد تواكب الزمن وتخرج من دائرة التقوقع والعشوائية التي ظلت حبيستهما حتى اللحظة, وهذا المبدأ الذي سيرنا عليه حياتنا العامة والسياسية والاجتماعية والوظيفية هو مبدأ «لكل وجه كرامة» والفهلوة والشطارة ومعرفة من أين تؤكل الكتف وانشغلنا بها على حساب أولويات أخرى كانت سترفع من بلدنا لمستويات أرقى وأفضل وترفع من مستواه الراكد ومنسوب جموده ومنها العقل والفكر والتأهيل العلمي والثقافي والوظيفي وأُقصيت العقليات والكفاءات العلمية واستبدت بواقعنا الوساطات والنفوذ والصيت والمشيَخة والعقول الخاوية. تقوقعنا وحسبنا لهذه المبادئ العقيمة ألف حساب وفرضناها علينا وجرتنا للخلف ملايين الأميال وسارت بلادنا في عشوائية لا حدود لها وخرجت عن نطاق الدولة المؤسساتية وانتهـجنا العبـث والهوشـلية واهتممنا بالشخصنة والولاءات الزائفة التي رسمت لنا الفشل وصنعت بلداً مُجهضاً ونائياً من التمدن, كله عبث وعشوائية وشللية مرعبة وتجاهلنا الفكر والمعرفة والثقافة والمؤهلين علمياً وثقافياً ووظيفياً وأُقصيت عقليات من ذوي الخبرة وتُركوا على جدار النسيان وبالتالي خرجت بلدنا من نطاق الدولة المؤسساتية المُبرمجة على خطط واستراتيجيات متطورة من شأنها دولة حضارية متقدمة بكل معنى الكلمة نقارع بها الدول من حولنا التي جعلتنا في مقدمة الدول الفاشلة.. هذا تماماً ما كنا نعيشه ونتمنى من صميم كل قهرنا المكبوت أن يصبح ماضياً لا يعود ومن يقول غير هذا فهو كمن يغطي ضوء الفجر بغربال مأكول لكنه لا يخدع إلا نفسه فقط ولن تصيبه إلا لعنات شعب عاش خارج إطار الحياة لعقود خلت.. لكننا اليوم وبما أننا اصبحنا على مشارف خطوات وشيكة من دولة جديدة لابد أن تناقض في منهجيتها وفي منظوماتها كل مبدأ جرنا للخلف وجعل العالم كله يشفق علينا ويعتبرنا دولة (قاصر) قلباً وقالبا ومُجهضة من كل بناء,, وبما أننا على وشك تشكيل وطن آخر غير وطن ( الهنجمة) صار لزاما أن نتجاوز هذه الإشكالية بمنتهى الدقة ونطالب من في أيديهم وفي أعناقهم مسؤولية تشكيل الوطن المنشود وعلى رأسهم رئيس الجمهورية أن يكون وطننا وطن كفاءات علمية وأن يولي على مفاصل الدولة عقليات مليئة علما وفكرا وثقافة ويبعد عنها كل عقلية مُلئت حرساً وبنادق وقنابل وخواء لأن ذلك إن حدث فستلحقنا لعنة هذا الشعب الصابر منذ واحد وخمسين سنة حتى اللحظة وما وجد موطئ قدم وموطئ نبض في بلده وما وجد العدل والإنصاف والسلام وما وجد مبدأ تكافؤ الفرص للجميع.. إن كنا نريد يمناً جديداً كما نقول ونتلفح بالشعارات والعبارات وإن كنا وكنتم مخلصين في أمانيكم ونواياكم, عليكم وبيد من تحضر وعلم وفكر أن تجعلوها وتنشؤنها دولة كفاءات مخلصة ومتعلمة ومؤهلة علمياً ووطنياً محضاً بعيداً عن المزايدات والمهاترات والمحاصصات والهرطقات التي أودت بنا منذ 51 سنة إلى الجحيم... هكذا فقط سنصدقكم وسنصدق نواياكم واعتكافكم لمدة تقارب العام في مؤتمر الحوار الوطني تؤسسون ليمن جديد ما لم فكل ما فعلتموه وقلتموه ليس إلا سراب يحسبه الظمآن ماء وسنلج اليمن الجديد الوهم بركام وأنقاض وجثث عفى عليها الموت منذ زمن ,أنقاض تختلف شكلا ولا شريك لها في المضمون والنواح والبؤس العظيم وهذا ما لا نرتجيه بالتأكيد. سئمنا أن تكون بلدنا مجرد بلد (قاصر) طيلة عمرها, قاصر في التحضر والتمدن والتطور والنماء وفي عيون الآخرين تستحق الرثاء... نريدها أن تصبح حكومة كفؤة مؤهلة تأهيلا حقيقياً يرتقي لمصاف القوم الذين ذكرهم الله في محكم كتابه... ما لم فالانتفاضة أولى بنا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها