ابتسم .. أنت في دبي
إن كنت ماراً في شوارع دبي العامرة ورأيت القمامة عن يمينك وشمالك ومن أمامك وخلفك فلا تبتئس ( والعن أبوها دولة لا تنظف وجهها ) وواصل مرورك مبتسماً فأنت في دبي !
إن كنت ماراً بإحدى الطرقات في الحوبان أو بير باشا ( وليس في سمارة أو الربع الخالي ) وأعترضك مسلحون فجردوك مما تملك ، ونهبوا كل ما معك فلا تقاوم وأعطهم ما أرادوا... وواصل طريقك مبتسماً فأنت في دبي !
إن كان جارك في الأرض من أتباع النظام السابق أو مقرباً منه ، أو من حكام دبي الجدد فضَمَّ أرضك إلى أرضه , وألحقك وأرضك به ، فلا تفتح فمك ( وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ) وسرْ وأنت مبتسماً فأنت في دبي !
إن تكاثرت عليك الديون لمالك ( وآيت ) الماء ، وهجرك مشروع المياه ، وتذكرت الوعود والعهود بأن تشرب الماء الصافي الزلال فلا تبتئس , ودندن مع أيوب ( طاب اللقاء واحبيب القلب وافي العهود ) وواصل حياتك مبتسما فأنت في دبي !
إن جرتك الأقدار ودعا عليك أبوك وأمك ووسوست لك النفس الأمارة أن تذهب شاكياً بمن انتهك حقك ، أو جردك مما تملك ، والتجأت مكرهاً إلى أحد مركز الشرطة ، فاقرأ على نفسك وجيبك الفاتحة , وابشر .... فستعود من هناك متهماً بلا تهمة , ومجرداً من هيبتك وربما ملابسك .... لا تتشاءم وارفع راسك ، وواصل سيرك مبتسما فأنت في دبي !
إن خانتك صحتك يوما وتوجهت إلى مستشفى الثورة أو الجمهوري أو العسكري فسترى ما يسوؤك ، وستجد الطبيب إما يصرخ عليك ، أو في البوفية أو ( خرج ...!!! ) ولا تحاول ان تجد من يجيبك عن شئ ، وإن أردت الحق فالحق به في عيادته ، وشمر عن جيبك وجيب أبوك ، وواصل حياتك مبتسما فأنت في دبي !
إن هاجمك المسلحون في إحدى شوارع تعز المليئة بموديلاتهم المختلفة ، فأردوك قتيلا فلا تقلق ، فقط تذكر أن الكيسِّ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت !! وواصل سيرك وهامتك تناغي نجوم السماء ، وابتسم فأنت في دبي !
إن قادتك الأقدار فمررت بالمحافظة ووجدتها تزخر بكل ما يمس للعراقة بصلة وعلى رأس ذلك طاقم يديرها جلهم من النظام السابق ، ورأيت الوجوه نفس الوجوه ، والأيدي نفس الأيدي رأيت قاتلك وناهبك هناك ، ولم تجد هناك لا ثورة ولا تغيير ... ولا هم يحزنون ، فلا تستغرب ، ولا يعتريك همٌ ولا غمٌ ... فأنت في دبي !
إن واجهت كل ذالك وفجأة سمعت الأبواق الإعلامية التابعة للأسرة الحاكمة يجملون وجه الحاكم , وينشرون البِشر والرخاء على قارعة الصحف ، أو على شرفات صفحات التواصل الاجتماعي ، وسمعتهم يزغردون للانجازات العملاقة ، وقتها فقط قهقه بملء شدقيك , واضحك حتى يرى الناس بياض إبطيك ، واحلف - إن أردت - بالطلاق ثلاثاً أنهم كاذبون ، وأيقن أن الأمانة قد ضيعت .... فانتظر الساعة !
إن دمعت عيناك واخضلت لحيتك ، وتذكرت كم تعاني تعز وكم يعاقب أبنائها ، وكيف تبخرت العهود والوعود ، وعلمت أن ثورة هزت الطاغية نبتت فيها ، أو مرت عليها ، وقتها أدعُ على محافظ شوه وجه أسرة ، ومحافظة ، وثورة .
دمتم سالمين .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها