التجمع اليمني للإصلاح.. وأوجه التحديات
لا شك أن التجربة العريقة والقديمة في العمل السياسي للتجمع اليمني للاصلاح أكسبه معرفة علمية دقيقة وواضحة وخبرة كافية في تصور أوجه القصور والتحديات إجمالا من حيث الواقع وجزئيا من حيث المستقبل، ولا شك ان تلافي أوجه القصور يمكن من وجود رؤية ما للحكم على الأداء وكيفية معالجته وتقويمه وتطويره.
وفي هذا السياق لا يمكن تعميم الظاهرة المطلقة مالم يوجد هناك توازن بين الأفكار والرؤى السياسية من جهة وبين المؤسسات التعليمية والتربوية والتنظيمية من جهة اخرى - أي ان نجاح العمل يتطلب توازن ومعرفة بالقدرات والأشخاص الذين يقدرون على تحمل الفكرة، فهناك من يتخصص للتبحر في بحور العلوم الشرعية والفقهية وهناك من يتخصص في فنون العلوم التحليلية.. وهناك من يدرك ويقوم المسار السياسي ويعرف فقه العمل السياسي.. وهناك من يبدع في العمل الجماهيري والإعلامي وآخر متخصص لحالة الانفتاح والمشاركة السياسية ويلعب دورا في الحوار والقضايا الهامة خاصة في المصالح المشتركة لبناء الوطن والمجتمع على وجه سواء - كل تلك القدرات والطاقات يحملها أشخاص داخل التجمع اليمني للاصلاح..
وبالمعنى الصحيح مرونة في أنماط الفكرة الأساسية داخل كتلة تنظيمية واحدة.. ولا شك ان وجود الآراء الكثيرة والمتعددة حول قضية ما يعبر عن وجود صحوة داخل مؤسسات الإصلاح وليس الجمود.. كما ان الآراء المتعددة وتنوع الأفكار لا تترتب عليها ضرر بالفكرة الاساسية خاصة حول قضية معينة ما دامت القضية اجتهادية.. ومما لا شك فيه أن أي نظام أو حزب أو جماعة تواجهه تحديات في مجال عمله والاصلاح كغيره من الأحزاب السياسية تواجهه تحديات على مستوى التطبيق والممارسة وهذا امر طبيعي مادام التعامل مع الطبيعة الانسانية ..
وما دام ان الاصلاح هو من يملك الرؤية والمسار سيعمل على مواجهة التحديات عن طريق كشف العلاقة بين العناصر التي تؤدي الى التوازن بين النظرية والتطبيق وتقويم المسار ومراقبته..
ومن أوجه التحديات التي تواجه الاصلاح هو التخطيط للمستقبل فالإصلاح مطالب بإتباع السنن الإلهية في التغيير، والعمل بالمنهج بإتباع الطرق العلمية لاستثمار ما أودع الله تعالى في البشر من عقول.. ايضا ومن أوجه التحديات التي تواجه الإصلاح تحديات اقتصادية فعلى الإصلاح ابتكار مشاريع اقتصادية عملاقة تحرره من مأزق تمويل الأنشطة والفعاليات.. فكم من الأنشطة والفعاليات وكم من الخطط التي تستهدف النهوض باليمن أرضا وإنسانا أصبحت حبيسة الكراسات وأدراج المكاتب بسبب عدم وجود تمويل اقتصادي.. فهذا التحدي الكبير على الإصلاح أن يضعه نصب عينيه ويعمل على التغلب عليه..
ومهما كثرت أوجه التحديات التي يواجهها الإصلاح إلا أني على يقين أن الإصلاح قادر على مواجهتها.. بما يملك من قوة فكرية وروحية ورأسمال بشري قادر على الاستمرار والإنتاج والعطاء وبما يملك من آليات ومؤسسات عرفت الماضي ومشاكله والحاضر وإخفاقاته وكيف يمكن التوفيق بين إدارة الحاضر والتخطيط للمستقبل!!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها