ياللعار ! ياللغاز !!

لا اعرف كم المتر المكعب دبات غاز خمس ام عشر ام اكثر لكني ما اعرفه انني كمواطن يمني اشتري الدبة الغاز بألف وخمسمئة ريال وبيع المتر المكعب من الغاز اليمني بدولار واحد (مائتين وعشرين ريالاً) يعني انني اشتري الدبة من غاز بلدي بالسعر الذي تباع به ثلاثين دبة غاز للخارج هذا على اعتبار ان المتر المكعب خمس دبات غاز فقط وهو اقل تقدير.
تصوروا انه في اللحظة التي كان يعيش فيها الشعب اليمني ازمة خانقة في الغاز ولجأ الى الحطب وكاد يعود الى التناوير الطين (الخلب) كان يباع المتر الغاز المكعب بدولار واحد فقط.
شيء لايمكن استيعابه وكارثة اكبر من أن توصف بالكلمات واقل ما يمكن ان نقوله اننا شعب غارق في السبات تباع ثرواته بالفتات ويشتري الدبة الغاز بقيمة عشرات الدبات.
ويبدو ان تحالف المصالح والنفوذ الذي عرقل مسيرة التغيير وسعى الى تلغيم المرحلة الانتقالية والدفع بالبلد الى اقصى درجات الهاوية لم يكن داخليا فقط بين المصلحين والمنتفعين من النافذين المتضررين من اليمن الجديد والتغيير والوعي المتنامي لدى الشباب بل امتد خارجيا ليشمل شبكة مصالح كبرى كانت تحرم اليمنيين من خيراتهم فيتشردوا ويعيشوا اقسى لحظات الفقر وأسوأ ايام الغربة والخوف والمرض ويعاني اطفالهم من سوء التغذية ويتعرض الآلاف منهم للأمراض المعدية دون ان يجدوا خبزا يسد جوعهم او علبة دواء تداوي آلامهم كل هذه الآلام كان يعتصرها هذا الشعب في وقت تذهب فيه ثرواته لغير اهله مقابل مصالح وعمولات وسرج لي اضي لك وانفعني أنفعك وصدق الشاعر الكبير عبدالله البردوني عندما قال :
سل الدرب كيف التقت حولنا
ذئاب من الناس لا ترحم
يعيثون فينا كجيش المغول
وأدنى إذا لوّح المغنم
فهم يقتنون ألوف الألوف
ويعطيهم الرشوة المعدم
ويبنون دورا بأنقاض ما
أبادوا من الشعب أو هدّموا
أقاموا قصورا مداميكها
لحوم الجماهير والأعظم
قصورا من الظلم جدرانها
جراحاتنا أبيض فيها الدم ”
ويبقى السؤال المحير هل نشعر بالمسؤولية التاريخية امام هذا الشعب الذي بيعت ثرواته بأبخس الاثمان ام ان فتح هذه الملفات ليس اكثر من عمليات ضغط سياسي مقيتة لاهم لها الا تمرير صفقاتها السياسية؟!
وهل فتح هذه المواضيع هو مجرد ضجة اعلامية للاستهلاك المحلي ام انه احساس بمعاناة الشعب وتعبير عن رغبة اكيدة في بناء بلد خال من الفساد؟!!!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين