اعقلوها يا عقلاء المؤتمر
يدرك المتابع للخطاب الإعلامي لحزب المؤتمر الشعبي العام مدى الازدواجية وفقدان الاتزان والتخبط في المسار السياسي الحالي .
يقدم الخطاب الإعلامي للحزب نفسة قائداً لخط المعارضة مصداقاً لما سبق وأعلنه المخلوع من أنه سيري السياسيين المعارضة الحقة وتكاد لا ترى على وسائل إعلامه إلا هجوما ظاهراً أو مبطناً لمؤسسة الرئاسة وحكومة الوفاق والعملية السياسية بمجملها .
الملفت في الأمر أن مؤسسة الرئاسة يقودها امين عام مساعد للحزب وحكومة الوفاق يدير نصفها وزراء من المؤتمر أو حلفائه وفي كل مفاصل الدولة لازال أعضاء المؤتمر هم الرقم المنفرد ويشكون من التهميش والاقصاء مع أنهم لازالوا بمفردهم يديرون البلد .
هذا كله يجرنا إلى حقيقة مهمة وهي مدى الارتهان الذي يعيشه المؤتمر للمخلوع وعائلته وجناحه الذي عاث فساداً في البلاد والعباد على مدى ثلاثة عقود وأوصل المؤتمر الشعبي العام من تنظيم وطني يجمع اليمنيين إلى أداة سياسية شكلية تتحكم فيها العائلة المخلوعة .
المخلوع ومن لف لفه لا يألون جهداً في الإثبات للشعب أنهم كانوا الاصلح وأن ثورة الشباب هي من جائت بالأسواء وفي سبيل ذلك ينسفون العملية السياسية التي ازاحتهم بمجملها مع انهم قابعون في قعرها .
هذا الموقف ليس مستغربا من عائلة كانت تتحكم بمصير شعب ومقومات بلد بأكمله ووجدت نفسها بفعل ثورة شعبية خارج العملية السياسية على الأقل رسمياً ، لكن المستغرب أن يصبح المؤتمر ووسائل إعلامه إحدى وسائل العائلة للانتقام من الشعب والتسوية التي رمت بهم خارج اللعبة السياسية ولو شكلياً .
من غير اللائق لحزب كالمؤتمر أن يسمح للمخلوع وادواته ووسائله من تصدر واجهة الحزب وهو الذي اوقع هذا الحزب شر وقعة ، وأدخله في مواجهة مع شعبه وجمهوره .
ادرك ان عائلة المخلوع لازالت تملك قراراً في الكثير من مؤسسات الدولة وتملك نفوذاً في الكثير من الوزارات والمصالح الحكومية ، وفي كل المستويات لكني وعلى الاقل أوقن أن هذه الممارسات ستنتهي وتتلاشى تدريجيا تماشيا مع التصحيحات التي ينتظر ان تشهدها مؤسسات الدولة وقد لاحت بعضا منها .
وكما قيل فإن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة ، ومهما بلغت تدخلات المخلوع ولوبيه في مصالح وحياة الشعب فإنها تظل غير قانونية ولا تملك الصفة الرسمية ويسهل مقاومتها والتخلص من القنوات التي تديرها وإن احتاج ذلك لوقت كبير وجهد أكبر .
على العقلاء في المؤتمر – إن كان لايزال فيه عقلاء – ان يدركوا انهم شركاء في الحياة السياسية ولا زالوا يديرون مفاصل الدولة وأن الذي غادرها هو شخص المخلوع وعائلته وليس من العدل أن تصبح العملية السياسية والحكومة التي يديرون الجزء الأكبر منها في مرمى نيرانهم .
حين يتحرر هؤلاء من سيطرة المخلوع سيجدون أنفسهم في صورة أفضل مما هم عليها الأن وسيجد هو نفسه منبوذا وسيدعنا وحالنا أو سنستمر في إرغامه على ذلك ونسحب ما تبقى من بساط تحت قدميه وسيجد المؤتمر نفسه مع زعيمه !!!! خارج البساط ولن يفيد حينها قضم الأصابع .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها