علي البخيتي وتلميع الحذاء الإيراني
في ظل الظروف التي تمر بها اليمن وما يتطلبه الحس الوطني من حضور و ترجمه واقعيه لما من شأنه التركيز على مواصلة ثورة التغيير لمواجهة الاعاصير والعواصف التي تقف في طريقها .
نجد في المقابل بعض الأقلام ترفض ذلك وتواصل تضليلها عبر وجبات التدليس للحقائق في دلالة واضحة على بعض التقيحات التي اصابت الجسد اليمني نتيجة لتراكمات السياسات السابقة .
فالاحداث التي تمر بها اليمن تكشف لنا يوميا تيارات تقمصت عباءة الخارج وابتعدت عن تبني فكر وطني حر خالي من الشوائب يغلب فيه المصلحة القومية اليمنية الداعمة للاستقلال السيادي والغاء التبعية الخارجية .
ففي وسط العاصفة التي تمر بها اليمن نجد من انطلق نحو تلميع الحذاء الايراني وإبراز صورة غلبها الكثير من عمليات التجميل وذلك لتحسين صورته القبيحة لدى اليمنيين.
تشبعت الساحة الاعلامية والسياسية ببعض الكتابات التي طالما تجاهد لقلب كثير من الحقائق في محاولة للخروج من عالم الحقيقة الى عالم وهمي مليء بالزيف والكيف الإغوائي ان جاز التعبير . فممارسة التشويش والتشويه لم تكن مجرد محض الصدفة لدى البعض ولكن هناك من اختار لنفسه طريق لخداع العامة من ابناء اليمن لسبب يعرفه المحترفين في تجميل القبيح .
لن تنطلي على ابنــــاء اليمن ممارسات تلميـــع الحذاء الايراني والسبب ببساطــــة متناهية لأن الكلمة المكتوبة و المنطوقة لن تغير تاريخ إطماع ايران والفرس وتأمرها على اليمن والمنطقة العربية .
فالحالة الموجودة في الواقع الايراني وما تمارسه من تخريب وتدخل سلبي حول دول الجوار هي من فرضة نفسها كحقيقة مطلقة على أي تمييع لحقيقة التدخل الايراني في اليمن .
لم تقم ثورة التغيير في اليمن الا للأنفتاح نحو الحريه والعدل واستعادة حقوق المظلومين من شعبها وليس الانفتاح على الكائن الخبيث المتمثل بولاية الفقية واذنابه ومن يروج لهم .
الكثير قرأ مقالات الاخ علي البخيتي وهو يحاول ان يرسم صورة تجميلية عن ايران والحياة فيها لعله يخرج بحقيقة تظل حبيسة افكار لا توجد سوى في عقله لكنه نسي ان الحقيقة تظل هي الواقع المحيط بنا دونما حاجة إلى برهان عن ماهو النظام الملالي في ايران وسمومه المزروعة في ثقافته وسياسته .
فعاصمتها طهران تحتوي على كنائس للمسيحيين ومعابد لليهود بينما لا يوجد مسجد للمسلمين السنة والذي يقدر عددهم 2 مليون سني في طهران ويشكل السنة 23% من سكان ايران .
لتجمع بين متناقضين فما تقوم به حكومة ايران كل سنة و لمدة 7 ايام في شهر ربيع الأول من احتفالات و مؤتمرات وندوات بمناسبة ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم تحت اسم"الاحتفال بأسبوع الوحدة" بين الشيعة و أهل السنة و ذلك بتكلفة باهضة الثمن من أجل الدعاية الكاذبة.
بينما المسملين السنة يحلمون بمسجد لهم في طهران ليكشف زيف الحكومة الصفوية التي تزعم كذبا وافتراءً الوحدة بين المسلمين شيعة و سنة.
كل هذا في ظل النهج الايراني من التمييز لمواطنيها ووضعهم في درجات مختلفة في الانسانية والحقوق ... نسأل انفسنا عن اية نظام يريد ان يروج له الاخرون ويجعلونه مثالا لنا كيمنيين وهو مليء بالخبث المذهبي ويفضل بناء الكنائيس والمعابد لليهود والنصارى على ان يبنى مسجد للسنة في طهران ؟
هذا هو البلد الأسطوري الخرافي الذي يروج له امثال البخيتي.. بلد يدعو للوحدة الإسلامية و لا يتحملون وجود مسجد واحد لأهل السنة في طهران بل وصل الامر والقبح ان برر عدم وجود المصليات الخاصة لأهل السنة بمدينة طهران بسبب عدم وجود حسينيات شيعية في مكة .
حتى من قام من اهل السنة بأداء صلاة الجمعة او العيديين في سفارات الدول الإسلامية كباكستان و ماليزيا و السعودية و اندونيسا تقوم سلطات طهران بتحذير تلك السفارات فيا له من معنى جديد تقوم به (الإسلامية) الفارسية الإيرانية لتكشف عن نوع جديد من الوحدة و الأخوة بين أهل السنة و الشيعة!!
لا تتعجبوا من ذلك فقد اصبح حال المسلمين في ايران كما كان قبل الهجرة إلى المدينة حيث كانوا يؤدون عبادتهم وصلاتهم في السر.
ولا ننسى عجائب التنافضات ايضا وايران تتباكى على الشعوب الاخرى كالبحرين بينما ترتكب ايران المجازر في الأهواز وتعتقلهم وتضطهدهم الجمهورية الفارسية في الخفاء و الإسلامية في الظاهر و تنتهك حرمات عشرة ملايين مسلم أعزل في الاهواز لا يحصلون على ابسط حقوق الادمية فغيرت اسمائهم العربية وهجرتهم من مساكنهم واسكنت فيها من مواطنيين فرس لتغيير ملامحها العربية.
نعم هذه هي ايران التي جعلت من الكذب والتقية سياسة لقتل المسلمين وإذلالهم وإهانتهم .. هل تعلم عزيزي القاريء ان اليهودي في اصفهان افضل في الحصول على حقوقه من عرب الاهواز فقط لأن الاهواز اصولهم عربية .
فنصبح ونمسي على ايران وهي تتنفس بعدائها لأمريكا واسرائيل كذبا وتوزع هذه الشعارات على اذنابها بينما يهود اصفهان يتمتعون بحقوق لا يمكن لعرب الاهواز الحصول عليها حتى في احلامهم .
ايران التي تعيش ازمة اخلاقية وسياسية بسبب سياستها المعتمدة على الاقصاء المذهبي ونشر الحمى المذهبية في المنطقة و تكوين اذرعة عسكرية في بلدان المنطقة لتظل عصا بيدها تلوح بها وتقض مضاجع الاستقرار والسلم الاجتماعي في تلك الدول.
ومن منا لا يعرف او لم يسمع بالحرس الثوري الايراني الذي سهل للقوات الامريكية دخول افغانستان والعراق وخلاياه النائمة في المنطقة والتي صرح بها احد المنشقين عن النظام في دبي وقدرها بـ 25 الف عنصر متوزعين على اكثر من دولة لإثارة المشاكل والقلاقل حسب توجيهات ولي الفقيه .
وبعد هذا هل يعقل ان نقبل ان تروج لنا دعايات سياسية تريد ان تجعل من ايران قدوة لنا في اليمن ليكون نموذجا للتطبيق في اليمن .
واخيرا ما كتبته هو غيض من فيض عن حقيقة الحذاء الايراني ولعل أدق من وصف سياسية ايران في المنطقة هو رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان الشيخ/ محمد الحاج الحسن وقال :
( ... إيران تطمح لبناء إمبراطوريتها الفارسية على حساب تفتيت المنطقة العربية؛ لذلك تعمل على تقسيم الشعب العربي، ولا تتورع عن إثارة النعرات والفتن في المنطقة .. ) .