رسالة شخصية إلى الدكتور ياسين سعيد نعمان
شخصياً أتمنَّى على الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني .. القامة الوطنية المقرونة بالثقافة العالمة، والنَّقاء السياسي .. أتمنَّى عليه أن يُعيد النظر في موقف الحزب الاشتراكي اليمني من اتفاقية المرئيات الخاصة بالمسألة الجنوبية، وأنا على يقين من واسع نظره وحسن فطنته النابعة من ذاكرة الاشتراكي العامرة بالخير والعطاء .. تلك الذاكرة التي ستقف معه بصفة مؤكدة، ذلك أن المرئيات المعنية بالقضية الجنوبية تدخل في باب المعالجات السياسية التي لعب فيه الدكتور ياسين وقيادة الإشتراكي أدواراً بناءة مشهودة، خاصة وأن المسائل الإجرائية المتعلقة بكيفيات ترجمة وتنفيذ مثل هذه المرئيات مفتوحة على فن التعامل الاجتهادي البراغماتي الرشيد مع الزمن، كما أن اللحظة السياسية التاريخية تتطلَّب قدراً أكبر من التنازلات الشجاعة الكفيلة بتفويت الفرصة على أشاوس الماضي المتحفزين للانقضاض على كامل المشروع السياسي. وجود الاشتراكي في معادلة المُعالجات السياسية السلمية هو البديل المنطقي لغيابه المُقلق، خاصة إذا عرفنا أن أسباب المشاركة بالحضور والتفاعل لا تقل شأناً عن أسباب الغياب الظاهرة، والتي لا أعرف شخصياً أبعادها، وإن كنت أعتقد أنها ستكون وجيهة.
تقول الحكمة : ما كُلُّ ما يُعرف يُقال.. وأُضيف إليها : ما كُّل كلمة حق تخدم الحق دوماً.
في مثل هذه اللحظة التاريخية تُقاس الأمور باستتباعاتها المنطقية على الأرض، ولا يمكن أن نجد طريقاً سالكاً لمنهج ناصع الصفاء في المعالجات السياسية الراهنة، كما ندرك أن فرقاء المتاهات في الجانبين المتناظرين شكلاً، قد يلتقون موضوعياً عند تخوم اللافضيلة .. لكن هذه وتلك من الاعتبارات لا تمنعنا من القول بأن مجرد المشاركة، ولو عن جَبرٍ موضوعي، وإكراه ثقيل على النفس، أجدى ألف مرة من الابتعاد.
شخصياً استشعر بعين البصيرة والفؤاد، أن الدكتور ياسين، وقيادات الإشتراكي والناصري سيلتحقون بركب المصالحة مهما وهن عظمها، وذلك بحثاً عن مخارج قادمة.. وهذا لا يخل بحال من الأحوال بصدقية ومشروعية جملة الأسباب التي منعت الاشتراكيين والناصريين من التوقيع.
المصدر | الجمهورية
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها