لأعضاء الإصلاح.. الأستاذ مات !
يمثل رحيل الأستاذ عبد الملك الشيباني فاجعة لي ولكل محبيه.. من عرف الأستاذ عن قرب فإنه فإنه يعرف معنى الفاجعة السابقة الذكر.
عندما كان يفتح الكتاب "المشنتح" في محاضراته فان الأعناق تشرئب رغبة وحبا لما سيقوله.
حاول الأستاذ خلال حياته أن يؤصل لفكرة الهوية اليمنية الجامعة ويؤرخ لها واضعا الإسلام كطار أساسي لهذه الهوية.
في كتابيه اليمن في القرآن والسنة وصحابة اليمن نجد هذا المعنى بوضوح .. تنبه الأستاذ إلى أن اليمن قد جانبها وأهلها مؤرخي التاريخ الإسلامي ومن تحدث منهم عنها وضعها كتابع لأرض الحجاز وبالتحديد مكة والمدينة.
أستاذنا أظهر أن أهل اليمن ساهموا بشكل كبير في صناعة الحضارة والتاريخ الإسلامي وادوا دورا لم يؤده غيرهم كونهم أهل علم وحضارة وهندسة وزراعة وتخطيط وعمارة وتنمية على غير ما عرف عن أهل الجزيرة العربية من بداية وفقر فكري وعدم القدرة على البناء والاعمار.
الظهور الإسلامي من أهم كتب الأستاذ كونه التقط محددات المشروع الإسلامي كادوات صناعة نهضة متكاملة وحضارة قائمة على البناء والأعمار والابتكار والتنمية المستدامة والعلم بكل صنوفه.
ربطتني بالأستاذ الشيباني علاقة قصيرة ملؤها الحب وحياء مثلي من مثله وانقطعت ببعدي عن تعز.. أحدث موته عندي هزة عنيفة اعادنتي الى وعيي المسلوب بمجريات الحياة اليومية وهموم البحث ورصد الوضع.
كل من عاصروا الأستاذ عبده محمد المخلافي وتتلمذوا على يديه ينظرون بعين الحب لأبناء المخلاف ممن هم على نهجه وكانت هذه هي نظرة الأستاذ لي أو ربما هكذا حسبت.
شهيد القرآن رصد فيه أستاذنا الشيباني حياة أستاذه وأستاذ الاجيال المخلافي ربما انا لست مقتنعا بطريقة كتابة هذا الكتاب بالتحديد لكنه غني بالأحداث والوصف للواقع الذي عاشه الأستاذ المؤسس .
يا أعضاء التجمع اليمني للإصلاح دعوني اعزي نفسي واعزيكم بوفاة الأستاذ الشيباني واسمعوا مني ما ساقوله:
في لحظة وفاة الأستاذ كم منكم كان في ساعة غفلة أو جبن أو تراجع عن مشروع الجيل ؟ كم واحد منكم كان هذه اللحظة يمر بمرحلة يأس وقنوط وتراخي ؟ كم منكم كان ينظر هذه اللحظة إلى الفانية على أساس أنها أهم من الباقية؟ هل هناك من أيقظه موت الأستاذ وأعاده للطريق القويم الذي خرج فيه يوما ما مع ثلاثة من خيرة الناس؟
أنا لست داعية ولن أكون لكنني رجل حزبي مؤمن بأن بناء الدولة يبدأ من بناء الفرد والمنظمة والحزب ولست هنا بمذكركم بالآخرة فلست أجيد الوعظ بقدر ما أجيد تذكيركم بأن تمسككم بمشروعكم النابع من عمق مجتمعكم ومحيطكم وتاريخكم وحضارتكم وامتكم المجيدة يعني خلاصا لبلدكم التي طال عليها الأمد فأنتم زبدة المشروع وحملة الأعمدة وبناة الأساس المتين للدولة اليمنية القادمة .
يا أعضاء التجمع اليمني للإصلاح لستم كغيركم فأنتم مازال الحب في قلوبكم يتزن مع عقولكم وتفكيركم وانتم تحبون من سبقكم ومن سيلحق بكم وتقدرون كل بقدره ومكانته، وليس فيكم من يرى أن الأستاذ كان قد أخذ مكانه في الحزب ولا أحدا منكم كان يرى أنه أحق بمكان الأستاذ .. فليس هذا لكم بطريق فلغة الحب هي الأقوى ولغة العقل هي الابقى وما من أحد منكم الا ويجمع بينهما.
ولذا أدعوكم إلى تمثل نهج الأستاذ في حبه لكم ولدعوتكم ولمنهجكم ولبلدكم وتاريخكم الحضاري المجيد.
سامحنا يا استاذ لم نوفك حقك ولسنا بقادرين ورحمة الله تسعك وتسعنا من بعدك.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها