رحم الله النباش الأول !
تبدو الأحداث الأمنية المتكررة وأعمال الفوضى المفتعلة وكأنها كابوس الشر الذاهب بنا نحو جهنم الفوضى و فكر الا دوله والمستقبل المجهول كما تحاول بعض وسائل الإعلام تسويقه بطريقة او أخرى على إن حال ما بعد الثورة الشبابية اكثر سوءا من ذي قبل على طريقة (رحم الله النباش الاول ).
هذه الإحداث وحمى الفوضى المنظمة هي انسياب طبيعي لنوع المعركة التي يخوضها رواد التغير وعلى رأسهم الرئيس هادي في صراعهم مع بقايا سلطة المخلوع العميقة وفيروساتها الخبيثة المنتشرة في كل مرافق الدولة ممن لم يؤمن بالتغير الى اليوم, وكما هي تركت أمراض سياسته الخبيثة التي ترسخه على مدار سنوات طويلة في عقول كثير من بقايا رموزه الذين ينتابهم خوف الموت السياسي من قطع حبل الحياة السري مع زعيمهم .
وحين المقارنة بين برنامج علاج الإمراض الخبيثة والثورات التغيرية تكاد ان تكون متطابقة في الخطوات والتداعيات والنتائج.
فأيما مرض خبيث استمرأ في جسد إنسان ما وظل لسنوات ينخر في جسد صاحبه يتطلب له جرعات علاجية قوية ومتكررة ومن الطبيعي ان يصاحبها مقاومة شديدة من فيروسات المرض للحيلولة دون القضاء عليها, وتكون في حالة استنفار قصوى أكثر من ذي قبل وهيجان لا حدود له , وهذا ما ينعكس سلبا على صحة المريض ويزيد من شعوره بالأم الشديدة المصاحبة للعلاج في هذه الفترة الحرجة من حياته قد تحتاج منه الى صبر جميل وتحمل كبير لتجاوز هذه المرحلة .
كما هي فيروسات الفساد وعصابات الموت وعبدت الدرهم والدينار التي ما ضنت يوما ان غضب الشعب سينتفض ضدها ذهبت تقاوم بكل ما أوتيت من قوه وتختلق الفوضى للحيلولة دون نهايتها. ومع فترت ثلاث سنوات من عمر الثورة شاهدنا ولازلنا نشاهد صراع البقاء لهذه القوى مع ثورة التغير وحمى الفوضى التي تفتعلها في كل مرفق ووزارة ومؤسسة وإدارة, مع هذا كله الا إن الثورة لم تترك معركتها في الإصلاح ففي الطرف الثاني من المعركة تحققت الكثير من الانجازات ولا نقول إن الثورة السلمية للتغير قد استكملت أركانها او إنها قد حققت أهدافها المرجوة . فنحن رواد التغير في منتصف مرحلة ا و المشرفون والمتابعون لبرنامج العلاج يؤكدون إن النتائج الأولية لاستأصل هذا المرض السرطاني الخبيث مبشرة بخير , ففيروساته الخبيثة وفق تقارير مراكز الصحة الثورية منها من أصبح خامل وحميد ومنها من مات و رحل من جسد الوطن, والقليل الخبيث من لازال الصراع معه قائم على اشده, وجرعات العلاج الناجع تلاحقه وسكرات الموت تجعله يقذف بجل سمومه وخبثه بدون هوادة لشعور داخلي منه بالنهاية الحتمية. وما هذه الفوضى التي يفتعلها هولاء إلا زفرات الموت الأخيرة التي يحاولون بها _ليس لإجهاض مسار الإجماع الوطني نحو التغير, لأنهم يعلمون ان عجلت التاريخ لن تعود الى الخلف_ ولكنهم بأفعالهم هذه يؤخرون ساعات كتابة عريضة هزيمتهم ليس الا, ومحاوله منهم إعداد بروفة مسرحيه هزيلة تضمن لهم ما وجوه نهاية رحيلهم من جسد الوطن الطاهر, وهو لا شك بدايت القدر الحتمي في تثبيت أول دعائم مشروع اليمن الجديد في بناء الدولة المدنية الحديثة التي سيكون تأسيس اول لبنه منه هي أخر يوم من حياتهم. فلا يأس في ثورتنا من اجل الحياة التي نخوضها اليوم فالمرض مزمن وخبيث وللإيقاع فيه يتحاج منا الى وقت وحكمة وصبر وملاحقة مستمرة . وانتم ايه المرضى الأصحاء من عامت هذا الشعب لا يتسلل اليكم داء اليأس والإحباط فالفريق الوطني المشرف على برنامج العلاج يعمل على سياسة النفس الطويل ويمارس مهامه على أكمل وجه نحو التغير وهو المرض قاب قوسين اودنى من بداية النهاية . الشلل الدماغي مثلا لحالنا اليوم ومن كون ما نعانيه أشبه بمرض شلل حركي وأداري وإنتاجي وتنموي بل وثقافي وفكري فرضته فيروسات هذا المرض على وزارت ومرافق ومؤسسات الدولة وانتشر هذا الداء الخطير الى كل مرافق الحياة.
وفي الغالب مثل هذه الإمراض يتبع الفريق المعالج برنامج العلاج الطبيعي والمقصود (النضال السلمي) لا الكيماوي (الانقلابي العسكري) فمرضى الشلل الدماغي حقيقة علاجه الطبيعي هي برنامج إعادة تأھیل علم الوظائف العصبية و تقییم تلك الوظائف التى تؤثر على كیفیة الحياة والمقاومة و ھو الھدف الاساسى من معظم برامج علاج الإمراض المزمنة والخبيثة في إعادة التأھیل. و من ثم تقییم نمو الوظائف الحركیة و أداء حركتھا بشكل سلیم بالإضافة الى التطور العقلى الذي ينتج لدى المريض الشعور الايجابي نحو الحياة وتقبل نوع العلاج وهو بمثابة الوعي الثقافي والفكري والحقوقي والوطني الذي يتولد يوما بعد يوم مع ثورتنا المباركة . وكم من التجارب الناجحة في مثل هذه الإمراض في أعادة التأھیل والعلاج أدت إلي تحسین لیس فقط الحركة والھیئة لمرضي الشلل الدماغي بل أیضاً في القدرة العقلیة و النفسیة والعودة الطبيعية لحياة المريض .
وبالفعل كم هي الشعوب التي أصيبت بالمثل هذه الإمراض وقام شبابها الغيورون بثورات تغير استمرت سنوات صاحبتها تداعيات كثيرة كادت هذه التداعيات مع وطول الوقت ان تزرع اليأس في نفسية المريض (الشعب ) لكنها في النهاية تعافت وعادت الى حياتها الطبيعية . بالفعل مثل هذه العلاجات الا كيماويه (الطبيعية ) التي نقصدها السلمية تحتاج الى فترت علاج طويلة الأمد لكن يكون مفعولها قوي ونتائجه ايجابيه. كما هي الثورة الفرنسية ومعظم الثورات الغربية التي خاضت شعوبها ثورات سلمية طويلة وشاقه لكنها في النهاية انتصرت لبقائها وتحررت من هذه الأمراض وهي اليوم تنعم بنتائج ثوراتها المباركة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها