ربك يعينك يا عبدربه..!
بعد كل قرار مؤثر يتخذه الرئيس هادي كأنما هناك من يصفّر فتخرج الأفاعي من جحورها وتنفتح حنفية الفلتان الأمني.
كثيرون رأوا في القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس هادي استهلالاً لعملية هيكلة الجيش التي يعزى إلى فشلها التدهور والفلتان الأمني الحاصل في البلاد.
الدعم الشعبي والدولي الذي لاقته هذه القرارات يشجع اتخاذ المزيد منها في إطار الهيكلة، والأهم من ذلك أنها تكشف الخيط الأبيض من الأسود؛ فهي تظهر الطرف المتسبب بعرقلة المرحلة الانتقالية، كما أنها خطوة قوية تحسب لهادي؛ إذ قد يتمكن من خلال التدرج لهذه القرارات إلى الخروج بالبلد من عنق الزجاجة الذي علقت فيه، في ظل الصراع المستمر بين طرفين عسكريين حال دون هيكلة الجيش، زد على ذلك أنها توفر إجابة للسؤال الذي يقول: إما أن أكون رئيساً أو لا أكون! ذلك أن القوة الحقيقية يجب أن تكون بيد الرئيس، ولا يجب بأية حال أن يجد نفسه مخنوقاً ومزنوقاً بين معسكرين يملكان من القوة وأسبابها ما لا يملكه، ولا يستطيع حتى أن يأمن على نفسه أو أضعف الإيمان يوفر له حراسة مستقلة من خارج هذين الطرفين.
وسط مجاعة هي الأسوأ منذ قرون وصراعات داخلية تنذر بتمزق البلد مع عدم توحد الجيش وتعثر الحوار الوطني لا نملك إلاّ أن نقول: الله يعينك يا عبد ربه..!
تشوف البلد محصورة بين التسوية والانهيار فتقول: الله يعينك يا عبدربه..!
تشوف العدالة الانتقالية وقد حوّلها البعض إلى انتقامية فتقول: الله يعينك يا عبدربه..!
تشوف الأطراف المتصارعة مدججة بالأسلحة، والرئيس محصور بين مدافعها فتقول: الله يعينك يا عبدربه..!
تشوف الجنوب يطالب بانفصال أحادي، وصعدة وسقطرى تطالبان بحكم ذاتي فتقول: الله يعينك يا هادي..!
تشوف الجيش منقسماً نصين، وكل نص يشتي يأكل النص الثاني تقول: الله يعينك يا هادي..!
تشوف الشعب في وادٍ والأحزاب في وادٍ، والخزينة العامة مفلسة تعاني من تدهور الوضع المادي فتقول: الله يعينك ياهادي..!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.