عبقرية الشيخ الراعي!
ربما كان الشيخ اللواء / يحيى الراعي يطمح أن يكون مرشح حزبه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة فلديه من المؤهلات ما تجعل أنظار حزبه قيادات وقواعد تتجه إليه، فهو أولا يجمع بين لقبي الشيخ واللواء وهي خصوصية يمنية تفرد بها النظام السابق الذي أنتج مثل هذه الخصوصية التي لم يستطعها الأوائل ، وبالتالي فهو قبيلي بين القبائل وعسكري بين العسكريين و(مثقوف)بين المثقوفين، ثم إنه صاحب نظرية : قبيلي يندع قبيلي والدولة تفارع، وهي ثقافة حكم استمر 33 سنة وليس هناك أيدي ( آمنة ) لهذه الثقافة والحكم يتسلمها أحد من صاحبها أفضل من الراعي، إضافة إلى ذلك فالرجل يرأس مجلس النواب وبالتمديد منذ سبع سنوات ، لكن المشكلة أن لجنة العدالة الانتقالية مابتفهمش سواء خاطبها (شفهيا) أو كتابيا، لأنها خربت عليه الشغلة ، ووقفت أمام طموحاته عندما راحت تشترط شروطا تحول دون ترشحه منها على سبيل المثال : ألا يكون ممن لا يستطيع القضاء النفاذ إليهم... بسبب قيود قانونية تعرقل القضاء . فقانون الحصانة يقف له ولأمثاله بالمرصاد، فهو في ظاهره قانون (حلو) يقيه من المؤاخذة في موقعة (الكولة) التي كان خطط لها فيما لو زحف المعتصمون إلى دار الرئاسة أيام الثورة.
ولأن بعض هذه الشروط تمنع صاحبنا من التقدم للترشح لمنصب رئيس الجمهورية ، ومن ناحية أخرى لم تستطع الأعمال التخريبية التي تطال الكهرباء وأنابيب النفط أو إشعال الفتن هنا وهناك من عرقلة مسار الحوار بالقدر الذي يسعى له الرجل وحزبه ، فقد انبرى مع بعض قيادات حزبه ليقود زوبعة في فنجان باتجاه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر، معتقدا أنه وبعض هذه القيادات يستطيعون بهذا نسف الحوار أو على الأقل إعاقته وعرقلته.
لقد تصرف هؤلاء من خلال الحملة الإعلامية الشرسة ضد جمال بنعمر مثل متهم غير ذكي يختلق مشكلة مع القاضي الذي استطاع أن يحاصره بجرائمه، فراح المتهم يختلق مشكلة مع القاضي معتقدا أنه افتعال تلك المشكلة سيتم تغيير القاضي وسيميع مسار المحاكمة وما علم المسكين أن هذه حيلة لا قيمة لها ولا وزن .
على أن الراعي وهو يقترح على الأمين العام للأمم المتحدة إرسال جمال بنعمر إلى سوريا أو أفغانستان بسبب امتلاكه الكفاءة والخبرة ليستفيدوا منه، كشف عن فهم وإدراك لا يمكن أن يكون هذا الفهم والإدراك جاءا هكذا بصورة عفوية، بل لا بد أنها تدل على خبرة وكفاءة مكتسبة، وحيث أن الرجل وصل إلى هذا الحد من الإحاطة والفهم والإدراك فإن على اليمن أن توظف هذه الطاقة عالميا، وليس مثلاَ لمعالجة الشأن الصومالي أو العراقي، بل لماذا لا تتبناه ليحل محل أمين عام الأمم المتحدة ما دام يدرك ويعي أقدار الرجال وكفاءاتهم ، ويعرف قدراتهم ومهاراتهم ، وسيكون على أساس هذا الفهم وتلك العبقرية التي تجلت فجأة أقدر على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وحينها إذا ما جاءت ضربة حظ أخرى وقذفت به إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة لن يكون الرجل محصنا فقط يمنيا بل سيكون محصنا دوليا!.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها