إعادة تصويب ..
السحابة السوداء الذي خلفها غبار عراك صراعات الرفاق على الزعامة مابين مؤتمر ساحة ( س ) و قاعة ( ص ) هي المسؤله عن تعكر صفا المشهد السياسي الجنوبي و إدخاله في تعقيدات لا متناهية ، لا احد يختلف بتشخيص واقع الحال الحراكي بأنه مزري بما يفرض فرض عين على جميع نشطاه الذهاب نحو نفره مراجعة نقدية جمعية عاجله لمسيرة الحراك يتم خلالها نفض ما علق به من ( ركام ) ما بعد 7-7-2007 م ، إصرار البعض بمراوحه الإبقاء على ظاهره كل بما لديه من ( كشك ) آو ( دكان ) فرحون ستقود بنهاية المطاف إلى انسداد سياسي قد يدفع بلحظة ما المتابع الدولي للتشدد واتخاذ مزيدا من المواقف بالاتجاه المعاكس لطموحات الشعب الجنوبي ، أن كل ناشط حراكي صاحب ضمير حي بالتأكيد لا يتقبل الانتظار بسلبية على دكه المراقبة يشاهد الجنوب يستباح و الحراك يتشظى و نضالات الشعب يتاجر بها ببازار حوار صنعاء ويظل صامتا , بينما ببساطة متناهية إذا صدقت النوايا تظل الحلول ممكنة خاصة إذا استشعر الكل بمسئولياته وواجباته النضالية والأخلاقية يمكن حينها تجاوز واقع الانقسام الراهن .
ليس عيبا المجاهرة بالقول أن الحراك وثورته التحررية أحوج ما يكون لإعادة تصويب وتأهيل مستمرة لبوصلة النضال الوطني باتجاه الاحتلال اليمني ومشاريعه المستهدفة تطلعات الجنوبيين في التحرير والاستقلال , أما القصور والخطاء مسالة واردة وطبيعية في كل حركة تحرر وطني وتظل الخصوصية الجنوبية في أن الخطأ جمعيا ولم يكن يوما فرديا بحكم موروث الاستبداد وغياب التقاليد الديمقراطية , إعطاء الأولوية لمسالة إعادة التصويب تكمن أهميته في تحصين الحركة الثورية من مخاطر تراكم الأخطاء العفوية والغير مقصودة الذي مع التقادم الزمني والسكوت المرضي عنها قد تقود بلحظة ما للانحراف عن الهدف , لذلك عملية إعادة التصويب المستمرة يجب أن تظل فعل ثوري مستمر للحفاظ على استقامة خط سير الحراك التحرري الجنوبي نحو الأهداف الذي من اجلها انطلق .
الثقة في الثبات على الهدف وعدم الانجرار لمربع الانحراف مرده إلى أن الحركة الوطنية الجنوبية المعاصرة (الحراك) أهدافها كانت محدده منذ انطلاقته الأولى عندما رفع شعار :برع...برع يا استعمار الذي أعطى توصيفا ثوريا دقيقا لواقع الحال ما بعد 7-7-94م بأنه احتلال , كذلك تتجلى شفافية الهدف بدقة أكثر في الراية التي حملها الحراك الجنوبي منذ خط البداية والمتمثلة بعلم دولة (ج.ي.د.ش) الذي تحت ظلاله وبقناعة مبدئية تساقط الشهداء من اجل استعادة الدولة , هذا ما يجعل من عملية إعادة التصويب سهلة وبسيطة وسلسة لأن الهدف واضح وجلي ومحدد بعدما وصف الحراك وثورته التحررية الوجود اليمني بالجنوب بأنه استعمار وهو ما يعكس بصدق ماهية وجوهر الصراع ما بين هوية (اليمننة) الدخيلة المحتلة والهوية الوطنية الجنوبية الحضرمية المقاومة والرافضة لها , عملية إعادة التصويب في حقيقتها رياضة ثورية وفكرية وروحية للمناضلين الحقيقيين الذين ولائهم لله والجنوب و أهله لكنها مسالة شائكة ومعقدة عند كل من (شوره) ليس في (كوره) بقدر ما هو رهينة مصالح من يملئ (جيبه) سوى كان في باب اليمن أو دول الجوار الإقليمي .
*خور مكسر / العاصمة عدن 23نوفمبر 2013م
*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها