باسندوه ووزرائه صواريخ بلا فيوزات
عشت حالة وجوم ودهشة ممزوجتين بالسخط ولعنت أبوها ثورة وجمهورية ووحدة وأنا أقف أمام ملف عامر بالوثائق قدمه لي د/ يحيى محمد الريوي نائب عميد كلية العلوم الإدارية للدراسات العليا والبحث العلمي ووقفت أيضا أمام كتاب "الحرية الافتراضية حيادية الشبكة وحرية التعبير في عصر الإنترنت" دوان نونسياتو وترجمة أنور الشامي ومراجعة وفاء القومي وكان الكتاب المذكور مرفقا بملف الدكتور الريوي فحملني تقريظ الكتاب:
"أدرك العالم كله أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في عصرنا فأستخدم الرئيس الأمريكي أوباما هذه الشبكات في حملته الانتخابية ثم لجأ إليها مستخدمو الفيسبوك في تونس والوطن العربي لتبادل المعلومات وتنظيم المظاهرات ورص صفوف المعارضة إلى أن قدم فصل الربيع العربي أدرك الجميع الارتباط العضوي بين شبكة الإنترنت والحريات العامة".
من النظرة الأولى للكتاب والملف المقدمين من الدكتور الريوي أيقنت بسفالة النظام العربي الجاثم على صدور الشعوب العربية وأدركت بأن الجامعات العربية لاتزال عند ذيل قائمة أفضل (500) جامعة بالعالم بل وأراهن بأننا لو وضعنا كل الجامعات اليمنية في ميزان المفاضلة مع جامعة بيرزيت الفلسطينية لرجحت كفة الأخيرة وكل البيانات الأخيرة ترجح مااقول.
أدركت من واقع الملف ومن واقع الكتاب المذكور آنفًا بأن الجامعات عندنا لاتزال مرتبطة إلا من رحم الله بالحاكم المستبد وأجهزة استخباراته وأصبح العمل الأكاديمي في كف عفريت لأنه بطبيعة مضمونة حيادي موضوعي لايعرف عمى الألوان سوى الذي يبصر الحاكم ويضع المؤشرات بين يديه لان العمل الأكاديمي لايعرف سمعا وطاعة يامولاي وكل شئ تمام يافندم.
صدر قرار عسكري سياسي من رئاسة جامعة عدن بإنهاء خدمات الدكتور الريوي لأنه كان في مهام كبيرة منها في الأمارات العربية المتحدة لحضور مؤتمر الحاضنات الصناعية في الوطن العربي وقدم ورقة عمل من واقع خبرته وتخصصه في هذا المجال وذلك خلال الفترة من 23 -25 فبراير 2012م , ثم شارك في ندوة عقدت في الدوحة خلال 21 -23 مارس 2012م حول المهارات الإعلامية لأخصائي المعلومات في عصر العولمة ثم استضافته الجزيرة الإخبارية في ست مقابلات أولها في 25 مارس وأخرها في 11 مايو ثم انشغل هناك في عدة ندوات علمية منها 5 ندوات للجالية اليمنية في قطر... اصدر رئيس الجامعة قرار طابعة سياسي بحت إنهاء خدمات عدد من الأكاديميين وكان القرار إبدال وإحلال ومنهم الدكتور الريوي الذي حلت محله دكتورة أخرى.
صدر قرار رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة أو قل توجيهه لوزير التعليم العالي بعودة كل المبعدين عن وظائفهم إلى أعمالهم خلال الأزمة استنادا إلى قرار مجلس الوزراء بهذا الخصوص.
أعربت جهات عدة عن احتجاجها على القرار التعسفي القرار الذي ضرب بعرض الحائط الجانب الإنساني والمعرفي والأكاديمي لا لشئ إلا إرضاء ولي النعمة.
اللافت في البيان المقدم من الدكتور الريوي بعرض مشكلته مع رئيس الجامعة إن البيان مؤرخ في 23 يوليو 2012 م وهو رمزإنكسار العمل الأكاديمي وانتصار القائد العسكري بن حبتور... 23 يوليو 1952 م يمثل انتصار ثورة مصر وشعبها من أجل الت غيير وشتان بين انكسار الأول وانتصار الثاني.
عدن الغد