الجنوب ( قضية عادلة بيد محامي فاشل ) !
قضية الجنوبية العادلة كيف ننتشلها من غياهب الطمس والنسيان وفرضية الفشل؟ ونخرجها إلى موضع الاهتمام والقرار الإقليمي والدولي . سؤال يراود كل مواطن جنوبي يقاوم الاحتلال الشمالي الفاشستي منذ مابعد حرب صيف 94م .
لكن في البدء يجب أن نعرف ما حقيقة تقهقر القضية الجنوبية ؟ وكيف السبيل للاستقلال واستعادة الدولة وما علاقتنا كجنوبيين بها.
أنا اطلب التروي والتريث من القارئ الكريم وأن يتصف بطول البال ويتحلى بالصبر في فهم طرحي لقضية شعب ووطن ودولة ذات سيادة وأعني بها القضية الجنوبية التي يجب أن تلقى الاهتمام الإعلامي الكافي . هذه القضية المصيرية لكل إنسان جنوبي وهي قضية عادلة وناجحة بكل المقاييس ولكنها للأسف الشديد في يد محامي فاشل وأعني به قادة الجنوب العليلة منذ عقود خلت وإعلامه .
لو كانت القضية الجنوبية العادلة تخص شمال اليمن مثلا لبرعوا في إيصالها للرأي العام العالمي بطريقة ذكية لا لبس فيها وضلت قنوات الأخبار العربية والعالمية تتناولها كل ساعة وحين .
فالمظلمة الجنوبية متصلة متواصلة وما أشبه اليوم بالبارحة فمنذ عشية الاستقلال الاول للجنوب في أكتوبر سنة 63م والإخوة الشماليين بالجنوب يخططون لضمه إلى بلادهم اليمن وكانت حكومات اليمن المتعاقبة في صنعاء تدعم رعاياها في عدن وتقدم لهم المساعدات المادية وتزودهم بالتوجيهات وخصوصاّ من كان منهم وافد قديم في عدن وبالفعل بعد الجلاء البريطاني من عدن أتيحت الفرصة لليمن بالسيطرة سياسيا وثقافيا على الجنوب تحت ذريعة الأفكار التقدمية والقومية العربية وعبرها بث الفرقة والشقاق بين أبناء الجنوب وخصوصاّ أن لهم طابور خامس في عدن وشعب اليمن يساوي سكان الجنوب بثمانية أضعاف ومساحة الجنوب تساوي ثلاثة أضعاف مساحة اليمن ولهذا يسيل لعاب اليمنيين على الجنوب ونجحوا بأساليبهم في زرع ثقافة شعبية بالجنوب تنادي بشعارات الوحدة ليلا ونهارا ودخل الجنوبيون الوحدة المزعومة بناءا على نظريات وأحلام وردية لا تمت للواقع بصلة .
نحن حينما نقول بأنها قضيتنا عادلة ومقدسة نكون صادقين القول ومتصالحين مع أنفسنا ونغلب الجانب الإنساني والديني ونعيش السلام الذي أمرنا به الإسلام حياة بلا ظلم ولا ضيم ولا إلحاق .
هل كان قدرنا لنعيش هذه المأساة ما حيينا ؟ نسمع صرخات الثكالا الشريفات الجنوبيات وأطفالهن في ارض الجنوب المحتل يقتلون بدم بارد على مسمع ومرأى أهاليهم ويعيش الجنوب الفتن والمحن والإحن عبر عقود من الزمن إلى يومنا هذا . بالجنوب شعب مدني مسالم يقتل ويسحل ويشرد ويسجن وليس في زمن بعيد ولكن اليوم وفي عصر العولمة والتكنولوجيا والقرية الواحدة وفي قلب المدن الرئيسية كعدن وأبين وحضرموت والضالع وردفان ولحج وشبوة قمة المأساة أن يتم تصوير القضية الجنوبية بأنها عبارة عن جماعة انفصالية تحمل اجندة خارجية وتدعمها إيران ... وغيرها من ترهات نضام صنعاء الفاشستي .
وهذا الأمر حقيقة يستدعي من صحفيين وإعلاميين الجنوب التوضيح للرأي الإقليمي والدولي حقيقة القضية الجنوبية ومعانات الشعب في جنوب اليمن[نتيجة اغتصاب الشمال للجنوب وفرض والوحدة بالقوة بعد وحدة طوعية بين دولتين توجت باحتلال الجنوب في 94م كما يقع على قادة الجنوب التحرك دبلوماسيا والتنسيق مع السفارات الأجنبية وممثلي البعثات الدبلوماسية لفضح جرائم نضام صنعاء الفاشستي بالجنوب وإقامة علاقات مباشرة مع الدول المجاورة لاسيما الخليجية منها واستغلال هذه العلاقات لإيصال صوت شعب الجنوب بالداخل المنادي بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة.
أصبت بالصدمة عندما شاهدت احد القنوات العربية الشهيرة وهي تصور عملية قتل المدنيين المسالمين واستهداف النساء والأطفال بالمنصورة عدن على إنها عملية تصدي لمسلحين من عناصر القاعدة وكان الأجدر بنا كجنوبيين أن يتم سحب البساط من تحت أقدام إعلام الحراك الجنوبي ومن قادة الجنوب العليلة الذين كانوا محامين فاشلين يمسكون بين أيديهم قضية ناجحة وعادلة بكل المقاييس وفشلوا في جمع حيثياتها.
جميع الشهداء الذين سقطوا في الساحات وبصدور عارية والجرحى والمعتقلين وقبل الربيع العربي وكل هذه الجرائم البشعة بحق شعب الجنوب التي تدينها وتجرمها كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية كلها إلى الآن لم تحقق شي ؟ ، ولم تستطيع قادتنا إثباتها أمام العالم .
أذا هل نحتاج الى ذبح نصف الشعب الجنوبي كي نوصل رسالة واحدة الى العالم ؟!!! .
ارحمونا يا أخوانا في صنعاء بجمعة الكرامة سقط خمسين شهيد اهتز العالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وتوالت الاستقالات وقامت الدنيا ولم تقعد . ونحن في الجنوب في كل شهر أربع جمع كرامة و( يا دار ما دخلك شر ).
إلى الآن لم يتم أخترق الإعلام العربي والدولي الذي نراهن عليه عاموديا وأفقيا تنظيرا وتوضيحا بقضيته العادلة ولنا من تجارب الآخرين درس وعظة . لماذا نجح إعلام حميد الأحمر في الشمال في إيصال قضيته إلى الخارج بذكاء واحترافية وبفترة وجيزة وفشلنا نحن في توصيل رسائل إلى الجوار رغم وقوع آلاف الشهداء والجرحى .
حينما ينجح قادة الجنوب وقناة عدن لايف رغم جهدها المحمود المتراكم عبر سنوات النضال في رفد وسائل الإعلام الإقليمية بزادها الإعلامي وبتوضيح القضية الجنوبية العادلة وبأنني حينما أرضخ كإعلامي جنوبي في ترويض نفسي القاصرة ذهنيا عن إدراك القضية العادلة لشعب الجنوب وانبري لأدافع بقلمي وببندقيتي عن عرض وارض الجنوب .
هنا يرتد السحر على الساحر ولا يجد من اغتصبوا ارض الجنوب منا ذريعة حينها سيضطر لأخذ عصاه ويرحل.
نحن نحتاج إلى ناطق رسمي للحراك الجنوبي بثقافة عبده الجندي كل يوم مؤتمر صحفي ونحتاج إلى مفتي للجنوب بثقافة الشيخ الديلمي ولصحافة جنوبية وتلفزيون وإذاعة خريجوها يحملوا مساقا خاصا بقضية الجنوب ويذيعوه على غرار قناة الجزيرة باحترافية مهنية عالية رفيعة وهذا جانب يحتاج منا إلى مجلدات لتوضيحه ولا يستطيع مقال قصير كهذا إن يفيه حقه .
والى هنا أتوقف وكم أتمنى إن يصل مقالي هذا لسواد الشعب الجنوبي الكريم ولقادة الجنوب على حد سواء حتى لا نصحوا ذات يوم ونجد أنفسنا نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس وانطلاق الحراك الجنوبي تحت وطأة الاحتلال . اللهم اشهد فقد بلغت .
ا