الجنوب... بين الانتصار للقضية..والركض وراء الزعامة !!
في مثل هذه الظروف الصعبة والدقيقة , وفي هذا الشهر الكريم , أليس من الواجب أن يدرك الجميع حجم المأساة التي يعيشها اليمن عامة والجنوب خاصة , وعلى الجميع أن يتقي الله ويراجع نفسه, ويعيد الذاكرة إلى الخلف ويتذكر ما قدمه للجنوب وشعبة , ولكن بصدق وكذلك يتذكر ما أسهم فيه من أخطاء أكان بوعي أم بغير وعي , ويسال نفسه أيضا هل يرضيه أن يكرر الخطاء , ويسهم في زيادة المعاناة التي يتجرعها أبناء الجنوب منذ عقود من الزمن.
إن البعض مع الأسف مخلص لاشك للقضية لكن بطريقة ضارة قد لا يدركها , ومن هنا على الجميع أن يدرك أن الرجل المناضل لا يصر أن يكون هو القائد , صحيح أن يكون قائد نضالي في الميدان ,لكن قد لا يكون قائد سياسي , هذه سنة الحياة , كل شخص له قدرة وموهبة ورحم الله إمرءً عرف قدر نفسه, فهم قلة الذين يكون لديهم الجمع بين أن يكون مناضل وقائد سياسي , والمثل يقول " إذا كثر الطباخين فسد المرق , ومثل آخر يقول" أعطي الخبز لخبازه ".
لقد بذل كل أبناء الجنوب جهود جبارة كل بجهده, والبعض قدم أغلى ما عنده وهي حياته , وحتى لانفرط كثير, ونسال الجميع هل كثرة الكيانات من اجل انتصار القضية؟؟ أم من اجل الزعامة ؟؟ طالما الهدف واحد والكل مجمع علية أليس ما وصل إلية الجنوب سببه الزعامة , وإذا ما سلمنا أن الكيانات ظاهرة صحية على الجميع الجلوس الفوري لا إيجاد وثيقة مبادئ , أو ميثاق شرف ,يتفق ويوقع عليها الجميع , يحدد الأهداف ويلزم الجميع التمسك به وتكون مرجعية ..كما نود الإشارة أن تضع شروط ومعايير لا نشاء الكيانات , على سبيل المثال ,إن لا يقل عدد الكيان عن عشرة آلاف عضو على الأقل , ومن كل محافظات الجنوب , حتى لا نفاجئ أن عدد الكيانات أقرب منه إلى عدد سكان الجنوب , ويجب تشكيل لجنة من قضاة وقانونيين, تفحص وثائق الكيانات ومن ثم اعتماد من من انطبقت الشروط الصحيحة علية , وإلغاء من لم تنطبق علية الشروط ,وهنا مربط الفرس.
إن اكبر الدول على الأكثر تكون فيها ثلاثة أحزاب , وكذا الاتجاهات لا تخرج عن ثلاثة يسار ويمين ووسط , لقد وصلت القضية الجنوبية إلى المستوى المطلوب , ولم يبقى إلا أن يترفع الجميع وعليكم الانتصار للقضية , وهذا ما ينتظره أبناء الجنوب منكم , والوقت من ذهب والفرصة تأتي مرة واحدة وقد لا تكرر, مالم فأدركوا أن شعب الجنوب سيختار طريقة وقيادته وسيرميكم وراء ظهره لتكونوا من الماضي..
إيماءه أخيرة..
إن السير نحو مؤتمر جنوبي دون إجماع لن يفرز إلا كيان مثله مثل الكيانات الموجودة ولا يمتلك الشريعة للسير نحو مؤتمر الحوار الوطني.
والله من وراء القصد..