عاجل إلى حزب الإصلاح!!
ماذا يفعل حزب الإصلاح، وبماذا يفكر حاليا في ظل هذا الصخب الإعلامي المضاد للثورة وللحزب وللحكومة وللرئيس؟!
إما أن حزب الإصلاح قد أصيب بلحظة الدهشة، ساعة تسلمه جزء من السلطة والتي من خلالها سيحاول أن يصل إلى الجزء الأكبر منها وهذا طموح مشروع، أو أنه لا يستشعر هذه المحاولات الرامية إلى إلصاق الإصلاح والحكومة بتهم تنفر عنهم المجتمع مما يفضي إلى حصول العزلة عن المجتمع وبالتالي حدوث الفشل الذريع.
أتذكر أن علي صالح قال يوما قبل أن يغادر السلطة، بأنه سيُعلم المعارضة (اللقاء المشترك) معنى المعارضة الحقيقية، وأبدى استعداده للنزول للشارع من أول يوم من أجل رد الصاع بصاعين للمعارضة وتعقب عثراتها وتعرية أخطائها أمام الرأي العام.
اليوم واضح أن صالح مُصر على إبراز حجم الفارق بين سياسة حكمه في العقود الثلاثة الفائتة، وبين سياسة حكم حكومة الوفاق الوطني رغم أنه يعلم أن نصفها تتبع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ما يزال يتربع على عرش رئاسته. لكنه في محاولة افشال الحكومة سيقدم رسائل مفادها أن القادم أسوأ مما كان سابقا، وأن المعارضة لا تصلح للحكم، فلماذا قامت الثورة إذن؟
لدى صالح اليوم ثلاث وسائل إعلامية خاصة تلعب بعقول الرأي العام وتؤثر فيه، نظرا للإمكانيات العالية، فنية وترفيهية التي تم تزويدها به. (اليمن اليوم) اسم لقناة وصحيفة يومية وإذاعة شبابية، يتم سياستهن في إطار واحد هو الترويج لفكرة أن النظام الجديد أسوأ من النظام السابق، وأن على المجتمع أن يجعل من حزب الإصلاح عدوه اللدود.
في الطرف الآخر ظل الإصلاح متمسكا بطرقه التقليدية في مواجهة أعدائه، لا يزال غائبا عن حزب الإصلاح ضرورة وجود صحيفة يومية لها سياسة واضحة، وتنتهج النهج الصحيح في الإلتزام بالقيم الإخبارية حتى تحصل على ثقة الجمهور، كما أن وجود قناة فضائية بحجم إمكانيات اليمن اليوم أصبحت ضرورة ملحة، هذا إن لم تكن صحفا وقنوات.
على ماذا يتكئ حزب الإصلاح في إعلامه، على قناة "سهيل" مثلا!، أم على صحيفة أخبار اليوم التي ينقصها الكفاءة الصحفية والمهنية، ويغلب على إدارتها طابع البخل والتقتير على حساب مضمون وتطوير الصحيفة.. هذا شي معيب بحق الإصلاح، الحزب القوي والمنظم.
أتصور لو أن لحزب الإصلاح قناة بحجم "اليمن اليوم" وإمكانياتها، كيف سيسيطر على عقول الجماهير، وكيف سيسكت كل الأصوات الناعقة التي تعمل بكل ما أعطاها الله من قوة من أجل التهجم على الإصلاح، وتشويه رجالاته على الرأي العام، وضربه بخصومه على الملأ.
الإصلاح اليوم أمام قوى كبيرة تستخدم الإعلام وسيلة من أجل أن تضرب عنق الإصلاح، وتطرحه في أول موقف وهو يحمل على كتفيه مسؤولية جزء من سلطة الرعية. ولذلك يتحتم عليه أن لا يقف مكتوف اليدين.. لا يمكن أن يترك للصمت مجالا حتى تذهب أوراقه اليانعة، فتضمر العروق والوجدان في كيانه فيجد نفسه عاجزا عن المسير في حين الآخرون قد قطعوا شوطا في حلبة السباق.
على الإصلاح أن يكون صاحب إستراتيجية شاملة واضحة بحيث يكون هناك يد تبني ويد تحمي البناء. وإلا فإن البناء سيتهدم بفعل ضعف عامل الحماية.. وهذا فيض من غيض، والسلام.