الصمت القاتل !
الأحداث تتسارع لتلقي بظلالها على المشهد السياسي، أزمات متلاحقة تكاد أن تحيل ذاتها إلى فتن متلاطمة كموج البحر الهائج أو كظلمات في بحر لجي ..الجميع صامتون وكأنهم يترقبون نهاية المشهد وما علموا أنهم المجموعة التي تكون بطولته..حتى كاد الصمت أن يطبق على عقولهم ويشدد على قلوبهم كانت قاعدة الخبرة من أبرز مكونات المشهد وأكثرها حركة تضرب هنا وهناك حسب الأزمات وقوتها وفتورها هناك في صنعاء العاصمة ..
هذه المرة كان مقررا لأحداث المشهد أن تكون في قلب حضرموت فتهز ركن الاقتصاد اليمني وموقعه الاستراتيجي الهام على بحر العرب واهم منافذ العالم البحرية البعيدة عن الخليج العربي الذي تهدده إيران صباحا ومساء. ومع ذلك الجميع صامت وما علموا أن الصمت قد يتحول إلى كابوس مفزع وسم زعاف والسؤال أين الجميع مما يحدث نعرف جميعا أن البلد اليوم على لون سياسي واحد ليس فيها سلطة ومعارضة بل الجميع سلطة, أليست الحكومة توافقية ورئيس البلد توافقي؟!
إنها سابقة في التاريخ الحديث ستدرس كمادة جديدة في العلوم السياسية لكن أين جدواها والبلد يغوص في رمال الجزيرة ويتمرغ في وحولها يوما بعد يوم أين القوات المسلحة التي كان يفترض أن تكون في أعلى جاهزيتها أين الأمن القومي والسياسي اللذان تنفق عليهم الدولة ملايين الدولارات إعدادا وتجهيزا والخارجون على القانون في طول البلد وعرضها يسرحون ويمرحون تقطعات تفجيرات أحداث قتل واعتداء على أفراد المؤسسة العسكرية والأمنية فهم طلقاء اليد في كل مكان وزمان ولم يعد باستطاعة المخرج تحديد ادوارهم في المشهد السياسي.
ما كنت أريد الحديث عنه في هذا الموضوع ليس خوفا لظني أنني قد أشبعته كتابة وكأنني متخصص في شؤون الإرهاب. إن مما يجعل العين تدمع والقلب يدمى هو الصمت الرسمي والإعلامي على مستوى القمة قبل القاعدة فبالأمس القريب يقتل مجموعة من الجنود وتمر الحادثة وكأن شيئا لم يحدث وبالأمس الاثنين الـ30 من سبتمبر2013م تتكرر المآساة دون حسيب ولارقيب مع العلم أن فعل كهذا لو كان في بلد آخر لأقيل رئيس الوزراء قبل وزير الداخلية لكننا نسترخص الدم اليمني وكأن من يقتلون حشرات ضارة كان يجب لها أن تموت أو قرابين كان لزاما أن تؤدى ليحصل من يقف خلفها على مآربهم في ظل تشتت الرأي العام وصرف الانظار عن جوهر المشكلة!
إن هذه السياسة الكسيحة لن تصل باليمن إلى المنشود لكنها ستكون أخر المسامير في نعش الوحدة الهزيلة التي أضعفتها سياسة المناكفات والاستقواء بالخارج والداخل في استقرار بلد يعيش معظم ساكنيه تحت خط الفقر وتتربع الأمية على ثلاثة أرباع من مساحته السكانية في ظل مشهد يتكرر كل يوم وصمت يقتل كل أمل في الغد الأفضل ونكران للمقولة المشهورة :"إن الساكت عن الحق شيطان أخرس".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها