المصفق الرسمي!
دعوا سلطان البركاني يقاوم "أخونة الدولة" بكل ما أوتي من قوة ونفوذ ومال, وانصرفوا إلى شأن التفكير في تداعيات هذه المقاومة على مستقبل "المشروع الاخواني "في اليمن والذي يطمح إلى السطو على سلطة سجلها صاحب اليمن القديم باسم صالح وعائلته, وعني بمهمة "التصفيق لها" إلى سلطان سعيد البركاني.
دعوه يطفئ لهيب نقمته بجلد الإخوان؛ فذاك مسلكه الأمثل لتصريف ما بأعماقه من خيبة فائضة ثم انصرفوا بعدها إلى الإشفاق عليه بسخرية لاذعة والتمني لو أنه يكف عن تلويع الناس بتهديداته البلهاء!
الرجل الذي يطارده قيض البؤس في منامه وصحوه يستغرق في أحلام التطلع إلى مستقبل يحمل لذة الماضي وقطوفه الدانيات في محاولة غير مجدية لكسـر رتابة حياة كانت إلى قبل عامين فقط تمور بالنفـوذ والهيلمان!
أجفلوا إلى سلطان واسألوه لماذا يتعين على الثورات أن تبطش بخصومها بقسوة مفرطة ثم تلقي بهم في مسرح الحياة يتجشئون ماضيهم المثخن بالمساوئ؛ بعد أن يكون قد استحال في ذائقة ذويه أيضا إلى حاجة نتنة لاتستسيغ رائحتها وحوش البراري.
عفوا: إن سلطان لايتجشأ ماضيه على هذا النحو ,فهو لا يملك ذائقة ترشده إلى ذلك, إنه شخص متبلد الأحاسيس, وسياسي جلف معدم الذائقة!
المصفق الرسمي الذي اكتوى بنار الثورة ـ كأحد أركان نظام صالح ـ دون أن يصرخ, يزأر الاّن كوحش ضار, أو كحية ملسوعة تخبط الأرض رغبة في الإنتقام؛ ثم ما إن يتسنى لها ذلك حتى تهيم بوجهها على ظهر الأرض بعد أن تكتشف للمرة الألف أنها غدت مفرغة من قوتها, وأن السم الذي كانت ترعب به الخصوم غدا اليوم في أحشاء أكثر أمنا ولم يعد صالحا للاستخدام ـ تحت أي ظرف ـ في مواجهة خصوم الداخل!
كل شيء دون الشيخ سلطان البركاني يأخذ ملامحه الجديدة بهدوء, اليمن, الاحزاب, السياسيون ..بينما يصر سلطان على البقاء "كمصفق" في حوزة صالح ..فجرت الثورة رغبة عارمة في الانسلاخ من الماضي الرديء لنظام صالح ,حتى أولئك الذين كانوا في صفه ذات يوم وانتفخت بطونهم بفضلات مطابخه ثم تركوه بعد ذلك وحيدا يقاسي صنوف الهوان صاروا لايتحرجون اليوم من شتم ماضيه وتعريته وإبداء رغبة في الانسياق مع العهد الجديد دون الحاجة لمواجهة خيارات شعبهم بالاصطفاف إلى جانب صالح وتلطيخ تاريخهم السياسي بالمزيد من العار!
أراهن على أن صالحا لايستحق كل هذا الاستبسال في الاصطفاف إلى جانبه ياشيخ سلطان! إن أيما قائمة قد تصدر بأسماء التعساء في هذا الكون سأجزم بأن صالحا يقبع في صدارتها.
صالح الذي طرد من السلطة وجرد من هيلمانه السياسي لم يعد يمتلك في هذه الحياة سوى شيئين اثنين : خزينة مرصعة بأموال منهوبة وتصفيقة سلطان سعيد البركاني كشعب قرأنا الفاتحة إلى روح الأموال فهي ستذهب حتما للنفقة على دهاليز الفوضى والتاّمـر لكننا نتساءل بخصوص تصفيقة سلطان:لماذا عليها احتكار نشاطها في خدمة شخص أصبح خارج حسابات المستقبل ؟ لماذا لايصفق سلطان البركاني لليمن الجديد .. ولو من باب المجاملة لا اكثر!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها