الاندثار الحوثي (تحليل)

كان من الطبيعي أن تقف القيادة الفلسطينية مع قضايا أمتنا القومية، والمصيرية، وهذا ما عودتنا عليه، بعيدا عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية، وبالتالي يؤكد هذا أن قضيتنا الفلسطينية امتدادها عربي متين، وهذا ما يحدث اليوم بالوقوف مع إرادة شعبنا اليمني الأصيل وحكومته الشرعية، ونبذ التمدد الحوثي في أرض العرب والمسلمين، وبالتالي منع تكرار سيناريو ما حدث في العراق، وفي سوريا.

إن السياسة السعودية هي لحماية الجغرافيا العربية من التمدد الايراني، وتأكيدا على اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي، وهذا الموقف السعودي الصلب يقف في وجه إيران وأذرعها في المنطقة العربية، فالسياسة الإيرانية في السنوات الأخيرة، دمرت إمكانية الثقة في بناء تعاون مشترك ضد العدو الخارجي، وأصبحت تشكل عبئا مستقبليا على مستقبلنا العربي. وباعتقادي أن ما تقوم به المملكة هي خطوات مباركة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تلمس الخطر البالغ وما وصلت له حماقة الحوثيين ومدهم في اليمن وانقلابهم على الرئاسة والشعب اليمني الشقيق، وبالتالي كانت عاصفة الحزم هي الرد الطبيعي بقيادة الرياض والعديد من العواصم العربية.

المعادلة باتت واضحة وهي مساعٍ إيرانية للسيطرة على اليمن وصولا إلى نشر الفوضى الخلاقة في دول المنطقة، وإثارة الضغائن والفتن والموت، لإضعاف القيادات الحاكمة في تلك الدول المستقرة.. وبالتالي نشر الأفكار السياسية والدينية المتطرفة في هذه البلاد الطاهرة.

إن التأييد السريـع لما قامت به المملكة يدلل على حجم السخط العربي على هذه السياسة الإيرانية.. وما تقوم به السعودية يعني أن زمن التمدد الإيراني والتدخل السافر في الشؤون العربية والإسلامية بحجج واهية، إلى زوال، ولهذا يجب أن ينتصر الجيش السعودي الأبي والشجاع وكافة الحلفاء على الحوثيين وبوقت قصير لمنع توسع المعارك وعدم إتاحة الفرصة لأذرع إيران في المنطقة من دخول اليمن أو إحداث فوضى.

إن قيادات الحوثيين لم تحسن قراءة وقائع التاريخ، ولقد مضت في دفع المجتمع اليمني لرفض سياساتها وانقلابها، لأن ما حدث كان سيقود إلى الكارثة.

إن محاسن التحالف العربي، قد بدأت في الخمس عشرة دقيقة الأولى من الهجوم السعودي المبارك على معاقل الحوثيين ومواقعهم وكافة مواقعهم العسكرية وخاصة الجوية، ولن يبقى الصراع مفتوحا على مختلف الاحتمالات، لأن الانقلاب الحوثي فاشل لا محالة، وقيادات الحوثيين ستكتب لهم الخسارة الماحقة لا محالة، وهذا ربيع سعودي عربي لإزالة الشر والباطل ونصرة الحق، واندثار حوثي رافضي ستزول نتائج انقلابه وحماقة أفكاره.

عكاظ