ارتقاع سعر الفل في اليمن يحرج ضيوف الأفراح والمناسبات
يعشق اليمنيون رائحة الفل الزكية كغيرة من الروائح الطيبة التي تشرح الصدور وتوحي بالحب وتشعرك بالسعادة وتتفاوت الأذواق لدى كثير من الناس إلا أن الفل يتصدر جميع الروائح في مناطق زراعته كالحديدة ولحج .
يقول الشاب أحمد صغير والذي يعمل في جني الفل أصبح الفل بالنسبة لأسرتي واسر كثيرة في الحديدة كأحد افرادها إلا أن الظروف كما تجبر أحد افراد الأسرة الفراق تجبرنا نحن بفراقه كلما ارتفع سعره .
وترتفع أسعار الفل بنسبة 200% في فصل الشتاء مقارنة بموسمه في الصيف مما يجعل من الصعب الحصول على العمل في مزارع الفل ناهيك عن حبات الفل كما يقول صغير .
ويفضل أصحاب مزارع الفل في غير الموسم ، بالجني بالاكتفاء بأفراد اسرهم ونادرا ما يتم استقدام عمال غير معروفين لسببين الاول : لادخار اكبر مبلغ من قيمته ، والثاني لتأخر المحصول في شجرته الام لفتره طويلة مقارنة بأيام الصيف والذي يتطلب السرعة قبل وبعد الجني .
ويتقاضى العامل مقابل جني الفل حسب قدرته على الحصاد حيث يتم عد زهرات الفل كما تعد حبات الذهب نهاية العمل ويحصل العامل على 30% مما تم جنيه ، فيما يحصل على 20% في غير الموسم .
وتمر حبيبات الفل بعدة مراحل ابتداء بقطفها وعدها لتحديد نصيب العامل ثم بيعها على تجار محليون يقومون بتجهيزها بواسطة افراد ذوا خبرة وكفائه عالية تمكنهم من الحصول على اشكال مختلفة من الفل و الحفاظ على تناسقه ليبدوا اكثر جاذبية و يليق بمن يهدى اليه .
وتعد عملية ترتيبه وتجهيزه داخل ترامس يملأها الثلج قبل واثناء نقلة من اصعب المراحل حيث يتطلب حذرا شديد من ملامسة الثلج الفل بشكل مباشر كما يقول التاجر عبده الهادي صاحب محل أمراء بصنعاء .
ويشكي عبدالهادي من قلة الربح وارتفاع ايجار المحل بالمقابل غياب عزوف كثير من الزبائن مشيرا الى ان استمراره في العمل حفظا على زبائنه وعدم وجوود فرصة عمل تمكنه من اغلاق المحل .
ويصل سعر العقد الواحد من الفل 6500 ريال ، فيما لا يتجاوز سعره 3 الف ايام العادية ، و يهبط سعره الى 100 ريال يمني اثناء الموسم .
ويرى يحي الزيدي احد المولعين بالفل ان المشكلة تكمن في ان طقوس الافراح لا تكتمل الا به ، ومن المستحيل حضور فرح بدون ان يحمل الضيف على الاقل عقدا أوعقدين للعريس او صاحب المناسبة وان الحضور بدونه امر محرج للغاية .
ولخص المشكلة في ان الاعراس تزداد في فصل الشتاء خاصة في العاصمة صنعاء والذي يأتي في غير موسم الفل مما يجعل تكاليف الحضور تبدو باهضه لذوي الدخل المحدود .
واعتبرت أم حنان احدى زبائن محل أمراء الفل بشارع الزراعة ان الفلوس المدفوعة للحصول على عقد فل لا تساوي شيء امام ما يحمل من رمزية للحب والمودة ناهيك عن رائحة مها ارتفع سعره معتبرة المبلغ المدفوعة مقابل اتعاب من يقومون بزراعته وتجهيزه فقط .
ويتسارع بائعي الفل في العاصمة صنعاء الى حضور المناسبات لبيعه على مداخل قاعات الافراح والمناسبات فيما يتباها من يحصل على اكبر قدر من الفل من قبل ضيوفه .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها