محافظات جنوب اليمن تتساقط عسكرياً
بدأت المحافظات الجنوبية بالتساقط عسكريًّا، وبصورة تدريجية تنم عن توجه لحسم الموقف عسكريًّا، واستعادة الدولة، ويأتي ذلك في ظل فشل القيادات الجنوبية في التوصل لاتفاق جامع يحدد مصير الجنوب بعد انهيار الأوضاع في العاصمة صنعاء.
وفيما أطلقت الكتلة البرلمانية الجنوبية في البرلمان اليمني - الثلاثاء - أول دعوة سياسية رسمية لإجراء استفتاء شعبي في محافظات الجنوب حول الوحدة اليمنية، بإشراف دولي.. دشنت اللجان الشعبية في المحافظات الجنوبية، أمس الأول، أولى خطواتها لإسقاط المعسكرات التابعة للجيش في المحافظات الجنوبية على غرار إسقاط الألوية من قِبل اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي في المحافظات الشمالية.
وجاء ذلك عقب استكمال سيطرة اللجان الشعبية التي سبق أن شُكلت من قِبل وزارة الدفاع اليمنية العام قبل الماضي لمحاربة القاعدة، وتم استدعاؤها من قبل اللجان الأمنية والسلطات المحلية في محافظات عدن وأبين ولحج وشبوة وحضرموت للقيام تحت مبرر المشاركة في حفظ الأمن ومنع تسلل العناصر الحوثية من الدخول إلى المحافظات الجنوبية.
وفي الوقت الذي خاضت اللجان الشعبية في محافظة شبوة مواجهات وُصفت بالعنيفة مع قوات لواء الجماعي المتمركزة في ضواحي مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، في محاولة للسيطرة عليه، فجر أمس ، سيطرت عناصر من اللجان الشعبية بمنطقة ردفان - مساء نفس اليوم - على مواقع للجيش اليمني بالمنطقة عقب تفاهمات مع رجال قبائل.
وقالت المصادر: إن قوات الجيش انسحبت صوب قاعدة العند العسكرية، وسيطرت عناصر اللجان على النقطة التابعة للجيش، الواقعة بمنطقة "بين الجبلين" القريبة من مديرية الملاح.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد دعوات عدد من القيادات الجنوبية لقوى الحراك بإسقاط المعسكرات في الجنوب كخطوة استراتيجية لتحقيق فك الارتباط.
وفي ذات السياق سيطرت اللجان الشعبية على مدينة عتق محافظة شبوة، وفرضت نقاط التفتيش في مداخل ومخارج المدينة، أمس الأول الاثنين، وعقب ذلك انتخب اجتماع موسع، شاركت فيه عدد من القوى، العميد ناصر النوبة رئيسًا للمجلس العسكري.
إلى ذلك أقر اجتماع، عُقد السبت الماضي، في محافظة لحج، برئاسة أحمد عبدالله المجيدي وقيادات الحراك الجنوبي لأول مرة منذ سنوات تشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات الأمنية وتعزيز الأمن في المحافظة، ووفق المصادر فإن اللجان الشعبية في لحج هددت بقطع إمدادات النفط والغاز على صنعاء وصعدة، إلا أنها أوقفت عددًا من القاطرات التي تحمل رقم يخص صعدة، ومن ثمّة سمحت لها بالمرور، وعلى الرغم من سعي الحراك الجنوبي لإغلاق عدد من المنافذ البرية المرتبطة في المحافظات الشمالية خلال الفترة الماضية، إلا أنه لم يسجَّل إغلاق أي منفذ بري في محافظتي الضالع ولحج.
وفي محافظة حضرموت استنفر حلف قبائل حضرموت أعضاءه، السبت الماضي، لفرض السيطرة على حضرموت الوادي والصحراء، كما سيطرت اللجان الشعبية التي يقودها القيادي فادي باعوم على المكلا، منذ السبت الماضي، وفرضت سيطرتها على المؤسسات والمصالح العامة، ونصبت نقاط التفتيش داخل المدينة.
وفي ظل الرفض المتصاعد لضم محافظتي المهرة وسقطرى لإقليم حضرموت، حدد المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى موقفهم من الصراع، وأكد المجلس - في بيان - تلقت "الوسط" نسخة منه -
أن كافة قبائل محافظتي المهرة وسقطرى في حالة استنفار ويقظة تامة للحفاظ على أمن واستقرار محافظتهم، وينأون بأنفسهم أن يكونوا طرفًا في أي صراع، ولن يقبلوا أن تكون المحافظتان ساحة للصراع.
وأكد المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى أن محافظتي المهرة وسقطرى ليستا جزءًا مما يسمى إقليم حضرموت، ولن تكونا جزءًا منه في المستقبل، وأن ما يُعلنه بعض الأشخاص والجهات - في تصريحاتهم الإعلامية من المحافظات الأخرى بهذا الخصوص - ليسوا مخولين بالحديث عن محافظتي المهرة وسقطرى، وهدد المجلس: في حال التطاول من قِبل هؤلاء أو غيرهم فإن أبناء المحافظتين لهم خيارات عدّة ومفتوحة، سيُعلنون عنها إذا تم دفعهم إليها.
وفيما دعا المجلس الأطراف المختلفة في صنعاء إلى تحكيم العقل والحكمة، وعدم الزج بالبلد إلى مصير مجهول لا تُحمد عقباه، شدد المجلس العام على ضرورة مراجعة الأطراف السياسية لكافة المخرجات والاتفاقيات والقرارات التي لم تُلامس التوافق، وفي مقدمتها ما يُسمى بالأقاليم الستة التي تجاوزت الإرادة الشعبية لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى في تمسكهم بخيار إقليم المهرة وسقطرى المستقل على حدود 1967م، ورفضهم القاطع للضم والإلحاق بما يسمى بإقليم حضرموت.
الوسط
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها