أنتم أولى بالدرس المصري!!
على امتداد سنة وهم يهزّون سبّاباتهم في وجه الإصلاح ويقولون للإصلاحيين: استفيدوا من الدرس المصري. ماذا يقصدون على وجه التحديد؟ يقصدون: لا تكتسحوا الانتخابات البرلمانية، لا تكتسحوا الانتخابات الرئاسية، لا تستغلوا الديمقراطية في الوصول إلى السلطة، ساهموا معنا في تأسيس ديمقراطية لا يحق لأحد غيرنا أن ينازعنا نتائجها، اعملوا معنا على تأسيس مبدأ التداول لسلطة لا يتداولها غيرنا..!!
استفيدوا أيها الإصلاحيون من الدرس المصري، فكثير من الأطراف الخارجية تمقت ديمقراطيتكم، وتحب ديمقراطيتنا وفق الأسس السالفة، وكل هذه الأطراف مستعدة لأن تدفع المليارات لإسقاطكم، ودعمنا..!!
وحده الإصلاح الذي أعلن أنه لن يحكم منفردا بغض النظر عن نتائج الانتخابات، وفوق أنه وحده الذي أعلن هذا، فلم يكن إعلانه لهذه القناعة سابقا للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، بل كان سابقا لفوزه في الانتخابات.
لم تتكون لدى الإصلاح هذه القناعة جراء ما حدث ويحدث في مصر، بل لمعرفته باليمن، وطبيعتها، وإرث عقودها الماضية، وما إلى ذلك من المعطيات، ولا يزال يؤكد هذا المبدأ وهذه القناعة. وجميعا نتذكر كلمة عزمي بشارة ونحن في قلب الثورة حين نصح الإخوان المسلمين في مصر بالاستفادة من تجربة الإصلاح في اليمن.
كان بوسعهم إسقاط الإخوان بالديمقراطية، فليس هناك طرف سياسي يفوز باستمرار، ولا طرف سياسي يسقط باستمرار، وستنتعش مصر وتستعيد عافيتها وتنهض، ولكنهم دعموا الانقلاب على الثورة والديمقراطية، لأن نصيبهم من السلطة مع رموز الانقلاب سيكون –حسب خيالهم وتوقعاتهم- أكثر من نصيبهم منها مع الإخوان. وتبدو السلطة أحيانا مثل المرأة، وينطبق عليها وعليهم قول الأديب المصري الإخواني الكبير مصطفى صادق الرافعي: الخط المستقيم هو أقرب الطرق بين نقطتين إلا بين الرجل والمرأة فأقرب الطرق هو الخط الأعوج!!
والآن، ها هي فصول المسرحية الديمقراطية المصرية المدفوعة كلفتها من قبل شركات الإنتاج الخارجية.. وما لم تعد مخرجات ثورة 25 يناير فلن يكون في مصر ديمقراطية على الإطلاق، لا لهم ولا للإخوان، ولا للشعب المصري، ولا للأجيال ولا المنطقة.
وعودا إلى اليمنيين من مؤيدي انقلاب السيسي على الثورة والديمقراطية: راجعوا حسابات الربح والخسارة في هذه التجربة الانقلابية، وانظروا من هو الأولى بالاستفادة من الدرس المصري.. أنتم أم الإصلاح!؟
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها